على رغم إعلان جوبا التزامها وقفاً فورياً للنار، استجابةً لطلب زعماء مجموعة دول شرق أفريقيا (إيغاد)، استمرت المواجهات العسكرية في جنوب السودان أمس، بين الجيش الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت وقوات خصمه رياك مشار الذي طرح شروطاً للهدنة، واتهمته الحكومة بحشد قوات ما يهدد محادثات السلام المرتقبة بعد غد. وأعلن نائب رئيس جنوب السودان جيمس وانى إيغا استعداد بلاده لاستجابة مطالب زعماء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بوقف القتال والتفاوض مع مشار وإطلاق المعتقلين، وتحسين الوضع الإنساني. وقال خلال مؤتمر صحافي في جوبا أمس: «الكرة أصبحت في ملعب المتمردين، نحن غير سعداء لأن مشار رد في صورة سلبية على مطالب قمة رؤساء شرق أفريقيا». ولفت إلى أن نائب الرئيس السابق وضع عقبات جديدة أمام المطالب والمناشدات الدولية والإقليمية. وتابع: «الهدف الرئيس لدينا هو وقف العنف وتحقيق التعايش السلمي في وطننا، ليعيش الجميع بلا تمييز. لذا على المجتمع الدولي إدانة تصلب رياك مشار». وكان مشار رفض الالتزام بأي هدنة، معتبراً أن أي وقف للنار يجب أن ترافقه آلية للمراقبة، لكي يتمتع بصدقية «وحتى لا نخدع أنفسنا»، ويكون تفاوضياً بما يسمح بوضع آلية للإشراف عليه. وتحدث عن إبلاغ وسطاء «إيغاد» أنه يفضل الإفراج أولاً عن «المعتقلين السياسيين» من أجل بدء مفاوضات مباشرة مع سلفاكير. واتهم مشار الحكومة الأوغندية بالتدخل في شؤون بلاده ومساعدة سلفاكير عسكرياً، وقال إن طائرات مقاتلة أوغندية من طراز «ميغ» قصفت مواقع لقواته حول مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي التي استعاد الجيش السيطرة عليها الأسبوع الماضي. إلى ذلك، أعلن نائب الرئيس الجنوبي إطلاق المعتقلين على خلفية محاولة الانقلاب. وقال إن «الحكومة أطلقت اثنين منهم هما وزير التعليم العالي السابق بيتر ادوك ومدير مكتب مشار، دينق دينق أكون». ولفت إيغا إلى أن السلطات «ستطلق الباقين وعددهم 9 وستسلمهم إلى إيغاد إذا ثبت عدم تورطهم بأي جريمة غير الانقلاب العسكري». وكان سلفاكير أمر بإطلاق بيتر أدوك ودينق أكون. وأعلنت السلطات في جوبا الإفراج عن 8 من 11 سياسياً متهمين بالضلوع في محاولة الانقلاب. وقال الناطق باسم الرئاسة اتني ويك أتني إن وزير المال السابق كوستي مانيبي ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق دينق الور والأمين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم باقان أموم، سيبقون محتجزين لاتهامهم بقضايا فساد. ميدانياً، أكد نائب رئيس الجنوب أن القوات الحكومية فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط، وإنها جاهزة لاستعادة مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة التي يسيطر عليها المتمردون. وذكر الناطق باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب أغوير، إن الاشتباكات في ولاية الوحدة الغنية بالنفط لا تزال مستمرة، موضحاً أن القوات الحكومية اضطرت لصد هجمات تشنها قوات مشار. وأكد وزير الإعلام الجنوبي مايكل مكوي، أن «حقول النفط في الجزء الشمالي من أعالي النيل آمنة، بينما حقول النفط في ولاية الوحدة مغلقة جزئياً بسبب وجود المتمردين في هذه المناطق ومقتل أفراد في الحقول، ما أثر على تدفق النفط». وأعلن ناطق باسم الأممالمتحدة أن طلائع التعزيزات العسكرية لقوات حفظ السلام الدولية وصلت إلى جوبا أمس. ووصلت كتيبة من 72 شرطياً أرسلتها بنغلادش بعد قرار مجلس الأمن السماح بإرسال 6 آلاف عنصر إضافي من قوات حفظ السلام الدولية كتعزيزات للقوة الدولية في جنوب السودان.