أمهل الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني الزعيم المتمرد في جنوب السودان رياك مشار، 24 ساعة لوقف إطلاق النار أو مواجهة رد من زعماء دول شرق أفريقيا يؤدي إلى هزيمته. أتى ذلك في وقت أعلنت حكومة جنوب السودان أمس، أن قوات مشار تقترب من مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي التي فقدتها الأسبوع الماضي، ما يهدد بحمام دم في المنطقة. وقال موسيفيني في تصريحات للصحافيين في جوبا عقب محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، إن دول شرق أفريقيا ستضطر إلى «دحر مشار إذا رفض عرض حكومة جوبا بوقف إطلاق النار». وأضاف أن دول المنطقة «أمهلت رياك مشار أربعة أيام للرد تنتهي الثلثاء، وإذا لم يرد فسنضطر إلى أن نذهب إليه جميعاً هذا هو ما اتفقنا عليه في نيروبي». وعما يعنيه ذلك، أجاب موسيفيني: «سنلحق به الهزيمة». في الوقت ذاته، وصل إلى جوبا وزير الخارجية الإثيوبي تادروس ادهانوم الذي كلفت دول شرق أفريقيا بلاده وكينيا بالتوسط بين طرفي النزاع في جنوب السودان وعقد جولة مفاوضات بينهما. وكان زعماء دول مجموعة التنمية في شرق أفريقيا (ايغاد) أعطوا الجمعة الماضي سلفاكير ومشار مهلة أربعة أيام لوقف إطلاق النار، ووافق الأول على هدنة، فيما اشترط الآخر إطلاق المعتقلين من حلفائه، ما أدى إلى تعثر جهود الوساطة. ميدانياً، أشار الناطق باسم الجيش في جنوب السودان فيليب اغوير إلى معلومات تؤكد استعداد قوات مشار، للهجوم مجدداً على مدينة بور التي كانت قد فقدتها بعد أن سيطرت عليها فور إعلان تمردها منتصف الشهر الجاري. وأفاد اغوير إن مقاتلي ميليشيا «الجيش الأبيض» (التابع لمشار) «ليسوا بعيدين عن بور لذا فإن الهجوم وشيك»، موضحاً أن وحدة استطلاع صغيرة من الجيش اشتبكت مع ميليشيا «الجيش الأبيض» على بعد 40 كيلومتراً شمال بور. وأضاف أن الجيش الحكومي يخوض معارك ضارية في ولاية الوحدة النفطية، وأنه صد عدداً من الهجمات التي شنتها القوات المتمردة على بعض المناطق. وكانت جوبا اتهمت رياك مشار بحشد 25 ألف شاب من قبائل النوير من عناصر ميليشيا «الجيش الأبيض» المعروفة بوحشيتها للهجوم على بور. ويعرف المقاتلون الشباب ب«الجيش الأبيض» لاستخدامهم رماداً أبيض لتغطية أجسامهم لوقايتها من الحشرات التي تعج بها مناطق الأحراش، ولم يخضعوا لتدريبات عسكرية رسمية، كما أن تحركهم يأتي من دون إشراف أو أوامر قيادات، ما يثير مخاوف من عدم انضباطهم. وأكد الناطق باسم المتمردين موسى رواي في بيان وجود قوات معادية للحكومة في ولاية جونقلي، لكنه أكد أنهم ليسوا من أبناء قبيلة النوير بل جنود في الجيش قرروا طوعاً حمل السلاح ضد الحكومة. وأعلن الناطق باسم قوة الأممالمتحدة في جنوب السودان جوزف كونتريراس إن «الأممالمتحدة شديدة القلق إزاء المعلومات التي تفيد بأن عدداً كبيراً من الشبان المسلحين يتقدمون نحو مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي»، ودعا «الأطراف الذين لديهم تأثير على هذه المجموعات المسلحة إلى إقناعها بالتوقف فوراً عن التقدم لتجنب حمام دم جديد». وأعلنت الأممالمتحدة أمس أن أعداد النازحين بفعل الأزمة التي اندلعت في جنوب السودان منذ 15 الشهر الجاري، وصل إلى ما يقارب ال 180 ألف شخص، من بينهم 75 ألفاً لجأوا إلى مخيمات بعثة الأممالمتحدة في البلاد (أونميس)، بما في ذلك في جوبا وبور وبانتيو وملكال وفارينج. وأفاد بيان للناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن «أونميس» تواصل إجراء اتصالاتها المكثفة مع كبار المسؤولين والشخصيات المعارضة في جنوب السودان.