احتدمت المعارك في جنوب السودان بين الجيش الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت وقوات خصمه رياك مشار في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل، بينما تزايدت الضغوط الغربية على طرفي النزاع لوقف النار خلال محادثاتهما المتعثرة في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وقال الناطق باسم الرئاسة في جنوب السودان تينج ويك خلال مؤتمر صحافي في ختتام زيارة فريق وسطاء دول شرق افريقيا (إيغاد) إلى جوبا أن سلفاكير وافق على استضافة المحادثات بين وفدي الحكومة والمتمردين في مقر الأممالمتحدة في جوبا حتى يتمكن المعتقلون المتحالفون مع مشار من المشاركة في المحادثات ومن ثم إعادتهم الى المعتقل. وأضاف أن المعتقلين رفضوا عرض الحكومة بحجة أن زملاءهم في أديس أبابا لن يتمكنوا من الحضور إلى جوبا لعدم وجود ضمانات لسلامتهم. وقال ويك أن فريق الحكومة أبدى استعداده للحوار من دون شروط، بينما تمسك فريق المتمردين بشروطه المسبقة، خاصةً المطالبة بالافراج عن المعتقلين قبل وقف النار. وجدّد رئيس وفد المتمردين في مفاوضات أديس أبابا تعبان دينق، مطالبة الحكومة بالإفراج عن المعتقلين من أجل تهيئة المناخ للحوار. ورفض دينق عرض الحكومة نقل المحادثات إلى جوبا ليشارك فيها المعتقلون. وأضاف: «لا أعتقد أن ذلك سيكون مقبولاً، لأن جوبا سجن كبير». وناقش وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع سلفاكير هاتفياً سبل دفع مباحثات السلام. وأكد كيري دعم واشنطن للحكومة المنتخبة ديموقراطياً في الجنوب. كما حضّ سلفاكير على إيجاد تسوية سياسية سلمية وديموقراطية للصراع، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين. في غضون ذلك، فر آلاف المدنيين من مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية واحتموا في مركز للأمم المتحدة في ظل مخاوف من هجمات للقوات الحكومية. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير إن القوات الحكومية مستمرة في تقدمها وتخوض معارك شرسة مع المتمردين قرب مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي ومدينة بانتيو وأماكن أخرى في ولاية أعالي النيل. وأعلن أغوير أن قوات المتمرد المنشق ديفيد ياو ياو انضمت للقوات الحكومية في ولاية جونقلي. في المقابل، صرح الناطق العسكري باسم المتمردين لول رواي كوانج للصحافيين في أديس ابابا بأن قواتهم هاجمت الجيش النظامي قرب بور. وأضاف أن قوات المتمردين قريبة من جوبا وستنتظر أمر القادة السياسيين لمهاجمة المدينة في حال انهارت محادثات السلام. أما في الخرطوم، فأعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، عقب محادثاته مع الرئيس عمر البشير أمس، أن جوبا لن تسمح بتوقف إنتاج النفط. وأشار بنجامين إلى أنه نقل رسالةً خطية من سلفاكير الى البشير تناولت تطورات الاوضاع في جنوب السودان والتعاون بين البلدين. وعلمت «الحياة» أن الخرطوموجوبا تراجعتا عن نشر قوات مشتركة في مناطق حقول النفط في الجنوب عقب ضغوط غربية تخوّفت من تحول الجنوب إلى مسرح لقوات الدول المجاورة، ما يهدد بصراع اقليمي واستقطاب بين فرقاء الجنوب ينسف عملية السلام.