تسيطر ظاهرة «الشللية» التي تجمع بين مؤلف ومخرج ونجم ومنتج، أو بين مؤلف ومخرج، أو مؤلف ونجم، على الدراما التلفزيونية المصرية المقرر تقديمها هذا العام، علماً بأن هذه الظاهرة انتشرت كثيراً في الأعوام الماضية. وفي الوقت الذي يعزوها بعضهم إلى نظرية «اللعب على المضمون» أو «الضرورات تبيح المحظورات»، يرجعها أصحابها إلى التناغم الفني الذي يحدث بين هذه العناصر، نتيجة البيئات والثقافات المجتمعية الواحدة، والتفاهم الكبير على الصعيدين الإنساني والفني، وهو ما يساهم في تذليل صعوبات ومعوقات تواجه العمل منذ ولادته كفكرة، مروراً بكتابته كسيناريو وحوار وتصويره وتوليفه، وانتهاءً بتسويقه إلى المحطات الفضائية. ويأتي مسلسل «صاحب السعادة» تجسيداً لهذه الظاهرة، إذ يعد التعاون الثالث على التوالي على صعيد الدراما التلفزيونية بين بطله عادل إمام ومؤلفه يوسف معاطي ومخرجه رامي إمام ومنتجه تامر مرسي، بعدما قدموا في العامين الماضيين مسلسلي «العراف» و «فرقة ناجي عطا الله»، علماً بأن إمام استعان بمعاطي لكتابة غالبية أفلامه في الألفية الجديدة ومنها «الواد محروس بتاع الوزير» و «التجربة الدنماركية» و «عريس من جهة أمنية» و «السفارة في العمارة» و «مرجان أحمد مرجان» و «بوبوس» و «حسن ومرقص»، كما استعان بنجله رامي في فيلمي «أمير الظلام» و «حسن ومرقص» ومسرحية «بودي غارد». ويتعاون للمرة الثانية على التوالي يحيى الفخراني مع المؤلف عبد الرحيم كمال والمخرج شادي الفخراني من خلال مسلسل «دهشة» بعدما قدموا في رمضان قبل الماضي واحداً من أهم المسلسلات التلفزيونية في الفترة الأخيرة وهو «الخواجة عبد القادر». ويعود محمود عبد العزيز إلى الدراما من خلال مسلسل «أبو هيبة في جبل الحلال» من تأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج عادل أديب الذي تعاون معه في رمضان قبل الماضي في مسلسل «باب الخلق». وللمرة الثالثة على التوالي يتعاون المؤلف هشام هلال وأمير كرارة والمنتجة دينا كريم في مسلسل «أنا عشقت»، وكانوا قدموا في العامين الماضيين مسلسلي «طرف ثالث» و «تحت الأرض». وبعدما حقق مسلسل «ذات» لنيللي كريم وباسم سمرة، نجاحاً شعبياً ونقدياً في رمضان الماضي، تكرر المؤلفة مريم نعوم والمخرجة كاملة أبو ذكري ونيللي التجربة هذا العام من خلال مسلسل «سجن النسا» المأخوذ عن مجموعة قصصية للكاتبة فتحية العسال. ويجدد المخرج مجدي أبو عميرة والمؤلفة سماح الحريري تعاونهما من خلال مسلسل «امرأتان» لداليا البحيري وحورية فرغلي، وكانا قدما في رمضان الماضي «القاصرات» لصلاح السعدني وداليا البحيري، ومن قبله «الحقيقة والسراب» لفيفي عبده وسمية الخشاب ومي عز الدين، و «أحلام لا تنام» لإلهام شاهين. ويتعاون المخرج نادر جلال والمؤلف حسام موسى في «الفارس الأخير» بعدما قدما معاً العامين الماضيين «العقرب» لمنذر رياحنة، و «كيكا ع العالي» لحسن الرداد وأحمد صفوت وميس حمدان وأيتن عامر. الأمر ذاته يتكرر بين المؤلف أحمد عبد الفتاح ومصطفى شعبان اللذين يقدمان مسلسل «طبيب نسا» بعدما قدما العامين الماضيين مسلسلي «الزوجة الرابعة» و «مزاج الخير»، ويتولى إخراج المسلسل الجديد محمد النقلي الذي تعاون مع شعبان عام 2001 في «عائلة الحاج متولى». ويعود أحمد عز إلى الدراما بعد خمسة أعوام منذ قدم «الأدهم» من خلال مسلسل «اكسلانس» الذي تتولى إخراجه ساندرا نشأت التي تعاون معها في أفلام «الرهينة» و «ملاكي إسكندرية» و «مسجون ترانزيت» و «المصلحة» وتشاركه البطولة بعد غيابها الطويل اللبنانية نور التي شاركته من قبل بطولة فيلمي «الرهينة» و «ملاكي إسكندرية». والمسلسل من تأليف أيمن سلامة الذي كون مع المؤلف محمد سامي وغادة عبد الرازق تحالفاً ثلاثياً أثمر مسلسلي «مع سبق الإصرار» و «حكاية حياة» قبل أن تندلع الخلافات بينهم. ويتعاون سلامة مع عز، فيما يتعاون سامي مع هيفاء وهبي في مسلسل «كلام على ورق» الذي يستعين فيه بعدد من نجومه المفضلين ومنهم ماجد المصري وروجينا وأحمد زاهر. أما غادة عبد الرازق فتستعين بالمخرج محمد بكير الذي تعاون في رمضان الماضي مع منى زكي في «آسيا». وفي موازاة ذلك تكرر شركة «صوت القاهرة» استعانتها بعدد محدود من المؤلفين والمخرجين والنجوم من بينهم مجدي صابر وطارق بركات ومحمد فاضل وأحمد النحاس وأحمد صقر وعزت العلايلي ويوسف شعبان وفردوس عبدالحميد وأحمد بدير ومجدي كامل ونهال عنبر، ويتردد أن الإصرار على هؤلاء من دون غيرهم يأتي نتيجة قبولهم تقاضي أجورهم بالتقسيط، نظراً للظروف المالية الصعبة التي تمر بها الشركة منذ ثلاثة أعوام.