على رغم الإعلان عن تحضير عشرات المسلسلات التلفزيونية في مصر، والمطالبة بسرعة تنفيذها لتكون جاهزة للعرض في رمضان، تشهد سوق الدراما ارتباكاً كبيراً، فبعض شركات الإنتاج لم يحسم موقفه بعد، وتترقب شركات أخرى هدوء الأوضاع السياسية ومرور أعياد الميلاد والاستفتاء على الدستور وذكرى ثورة 25 يناير واجتياز العواصف الشتوية. ويعد مسلسلا «صاحب السعادة» لعادل إمام ومحمود ياسين ولبلبة وتأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام، و «دهشة» ليحيي الفخراني ووفاء عامر ومحمود الجندي وتأليف عبد الرحيم كمال وإخراج شادي الفخراني، من المسلسلات القليلة التي تسير الأمور فيهما من دون مشاكل إنتاجية، وإن كانا يواجهان مشاكل من نوع آخر تتلخص في عدم الانتهاء من كتابتهما، وفي حرص القائمين عليهما على التقليل من المشاهد الخارجية في أحداثهما، تفادياً للتصوير في الشوارع والأماكن المفتوحة. وتسبب عدم استكمال كتابة مسلسلات أخرى في ارتباك القائمين عليها وعدم وضوح وقت انطلاق التصوير، خصوصاً مع حرصهم على الانتهاء من كتابتها كاملة، مخافة الوقوع في مشاكل أثناء التصوير. ومن بين هذه المسلسلات «اكسلانس» لأحمد عز ونور وإخراج ساندرا نشأت في تجربتها التلفزيونية الأولى، و «الشهرة» لعمرو دياب، في تجربته التلفزيونية الأولى، وتأليف مدحت العدل وإخراج أحمد نادر جلال، و «ياسين» لتامر حسني ونيكول سابا وإخراج إسلام خيري، و «السيدة الأولى» لغادة عبد الرازق وتأليف محمود البزاوي، و «ابن حلال» لمحمد رمضان، في أول بطولة تلفزيونية له، و»أنا عشقت» لأمير كرارة وتأليف هشام هلال. واللافت تهرب الجميع من دراما السيرة الذاتية، إذ دخلت مسلسلات «شجرة الدر» (رشحت لبطولته غادة عبد الرازق وتأليف يسري الجندي)، و «الأميرة ذات الهمة» (تأليف محمد السيد عيد وإخراج إبراهيم الشوادي)، و «طلعت حرب» (إخراج إنعام محمد علي) و «محمد علي» (بطولة يحيي الفخراني وتأليف لميس جابر)، و «داليدا» (بطولة بشرى)، و «الضاحك الباكي» (عن حياة نجيب الريحاني وبطولة صلاح عبد الله)، نفقاً مظلماً تسبب في تأجيلها إلى العام المقبل، خصوصاً أن جهات الإنتاج الخاصة تتهرب من التصدي لمثل هذه المسلسلات، لارتفاع كلفتها من جهة، وصعوبة تسويقها إلى الفضائيات العربية من جهة أخرى. وفي الوقت الذي اتخذت سميرة أحمد قرارها بتأجيل مسلسل «قلب أم» إلى العام المقبل، لا يزال الموقف غامضاً بالنسبة إلى عدد من النجمات، وفي مقدمتهن ليلي علوي التي لم تستقر على نص جديد، بعد تأكد عدم تقديم جزء ثانٍ من مسلسل «فرح ليلى» الذي قدمته في رمضان الماضي. وتُفاضل الهام شاهين بين أكثر من نص بعد استبعاد فكرة تقديم جزء جديد من مسلسلها الأخير «نظرية الجوافة»، وهو ما تفعله يسرا على رغم تصويرها مسلسل «سراي عابدين» أمام قصي خولي ونيللي كريم وغادة عادل وإخراج عمرو عرفة، والمقرر عرضه الشهر المقبل حصرياً على شاشة «أم بي سي مصر». وعلى رغم بدء تصوير مسلسل «المرافعة» (بطولة فاروق الفيشاوي وباسم ياخور ودوللي شاهين وإخراج حازم فودة) قبل أسبوعين، إلا أن مخرج العمل تعرّض لهجوم إلكتروني على صفحات التواصل الاجتماعي بداعي تسهيل رئيس قطاع الإنتاج في مدينة الإنتاج الإعلامي- وهو والد زوجته -، إجراءات الشراكة في المسلسل دون بقية المسلسلات الموضوعة على قائمة الانتظار، ما تسبب في اعتذار فودة في شكل نهائي عن استكمال التصوير، وهو ما أربك حسابات فريق العمل قبل الاتفاق مع المخرج عمر الشيخ على استكمال التصوير. وتسبب موقف الترشيحات النهائية لعدد من المسلسلات في تأجيلها ومنها «كيد الحموات» من إخراج أحمد صقر، والذي اعتذرت عنه ميرفت أمين ودلال عبد العزيز وعبلة كامل، قبل الاستقرار حتى إشعار آخر على ماجدة زكي وسوسن بدر، و«امرأتان» من إخراج مجدي أبو عميرة، واعتذرت عنه نيللي كريم وغادة عادل، واستُقر على داليا البحيري وحورية فرغلي. وبعد اعتذار تيم حسن وأياد نصار عن عدم المشاركة في مسلسل «صديق العمر» الذي يتناول العلاقة التي جمعت بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، تم التوصل إلى اتفاق مع جمال سليمان وباسم سمرة على بطولة المسلسل الذي أجرى مؤلفه ممدوح الليثي جراحة أخيراً في القلب، قد تؤجل كتابة حلقاته الأخيرة. لكن هذا الارتباك ليس جديداً على الدراما المصرية التي تتفاجأ كل عام بأن رمضان على الأبواب، وأن عليها البدء مبكراً حتى لا يُستكمل تصوير غالبية مشاهد المسلسلات على الهواء مباشرة أثناء عرضها في الشهر الكريم، ولكن أضيف سبب جديد هذا العام هو الطقس العاصف الذي لم تشهد مصر مثله منذ عقود طويلة، وأحداث سياسية متسارعة، وأموال حائرة بين جهات الإنتاج والقنوات الفضائية وشركات الدعاية والإعلان.