اشتعل فتيل الحرب مجدداً بين رئيس اتحاد الكرة الجزائري محمد روراوة ومدرب المنتخب البوسني وحيد خاليلوزيتش، وباتت نهاية الأخير على رأس «الخضر» وشيكة حتى قبل خوض مونديال البرازيل. تجلت أحدث مظاهر الشرخ في العلاقة بين الرجلين من خلال ما يمكن تسميته «تحدياً» من المدرب البوسني لروراوة حين أكد عدم تلقيه أية مهلة للرد على عرض اتحاد الكرة في شأن تمديد العقد الذي يربطه بالجزائر من عدمه قبل نهاية الشهر الجاري، نافياً بذلك تصريحاً لرئيس الاتحاد محمد روراوة. وانضم المدرب البوسني (61 عاماً) لتدريب الخضر في تموز (يوليو) 2011 بموجب عقد ينتهي بنهاية المونديال المقبل. وأوضح خاليلوزيتش، في تصريح للإذاعة الجزائرية، أول من أمس، أنه ليس هناك أية مهلة للرد على عرض محتمل لاتحاد الكرة، مشيراً إلى أنه لن يتخذ أي قرار بتمديد العقد من عدمه إلا بعد نهاية مونديال البرازيل. وتساءل: «كيف لي أن أتخذ قراراً في هذا الشأن من دون الرجوع إلى العائلة؟ فضلاً على أن المونديال مايزال يفصلنا عنه ستة أشهر كاملة»، مشيراً إلى أنه يرغب في خوض التجربة بالمونديال، وبعدها يفكر في الأمر جيداً قبل اتخاذ القرار المناسب. يأتي ذلك بينما كان روراوة يعلن، في مؤتمر صحافي الخميس الماضي، تقديم عرض للمدرب البوسني لتمديد عقده حتى 2015 سعياً لما أسماه ب«تحقيق الاستقرار داخل المنتخب استعداداً للبطولة الأفريقية التي ستقام في ذلك العام بالمغرب» مؤكداً أنه منح الأخير «مهلة تنتهي بنهاية كانون الثاني (يناير)، ولن ننتظره أكثر من ذلك، وسنختار خليفته في حال قرر الرحيل» على حد تعبيره. وكشفت تقارير إعلامية عن أن روراوة استشاط غضباً من مدربه وخصوصاً بعد خروجه على الملأ وتكذيبه مرة أخرى، وأكدت مصادر عدة تفكير روراوة الجدي في خيار إقالة خليلودزيتش من دون انتظار نهاية عقده في تموز (يوليو) المقبل، علماً بأن روراوة صرح خلال المؤتمر الصحافي بأنه لن يقف ضد إرادة خليلودزيتش إذا ما أراد الرحيل، معلناً عن بدائل جاهزة من الطراز الأول. وسبق لروراوة أن لجأ إلى خيار الإبعاد بحق المدربين الوطنيين رابح ماجر في 2001، ورابح سعدان في 2004 ثم في 2010، على رغم أن الأخيرين أنجزا عملاً كبيراً ولم يتحدياه في الإعلام ولم يمرغا تاريخ الكرة الجزائرية ونجومها وصحافتها مثلما يفعل المدرب البوسني حالياً، بحسب تعبير العديد من المتتبعين. وفي هذا الإطار انتقد رشيد مخلوفي نجم منتخب جبهة التحرير وعرّاب الكرة الجزائرية بشدة ما اعتبره «صمت الاتحاد الجزائري إزاء التقليعات الغريبة للمدرب البوسني» محملاً إياه مسؤولية «تمادي الأخير في تمريغ أنف الجزائر في التراب». وقال مخلوفي في تصريح صحافي أول من أمس: «مسؤولو اتحاد الكرة لا يستحيون وتركوا خليلوزيتش يشوه صورة بلد الشهداء كيفما شاء، ولم يتدخلوا ليضعوه عند حده»، مشيراً إلى أنهم «هم (يقصد روراوة) من أوصلوه إلى هذه الدرجة بسبب تساهلهم معه، وبخاصة بعد إخفاقه في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة». يشار إلى أن خاليلوزيتش كان حرم من الإشراف على المنتخب الإيفواري بمونديال جنوب أفريقيا 2010 على رغم أنه وراء تأهله، وذلك بسبب خسارته (2-3) أمام الجزائر بالدور ربع النهائي من بطولة أمم أفريقيا بأنغولا في العام ذاته.