أرسل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميادريت تعزيزات عسكرية كبيرة أمس، لاستعادة مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي الواقعة تحت سيطرة قوات نائبه السابق رياك مشار الذي يسيطر أيضاً على ولاية الوحدة المنتجة للنفط. واعلن مشار إنه مستعد للحوار لانهاء الصراع في البلاد، في حين وصل الموفد الأميركي الخاص دونالد بوث إلى جوبا لدعم الجهود الديبلوماسية المكثفة لتفادي غرق الدولة الوليدة في حرب أهلية. وابلغ مشار وكالة «رويترز»، هاتفيا، بعدما أجرى محادثات مع وسطاء أفارقة وآخرين: «رسالتي هي فليفرج سلفاكير عن زملائي المعتقلين وليتم إجلاؤهم إلى أديس أبابا ويمكننا عندئذ أن نبدأ الحوار مباشرة لأن هؤلاء الناس هم من سيجرون الحوار». وقال أنه سيطر على حقول النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، وإنه يريد أن يستمر الانتاج، داعيا الى وضع إيرادات النفط في حساب خاص حتى لا يفقد جنوب السودان إيرادات بسبب القتال. لكن وزيراً في حكومة جوبا أعلن رفض اطلاق أي معتقل قبل بدء المحادثات. واعلن سلفاكير الذي كان عرض التفاوض مع مشار ان قواته جاهزة للتوجه نحو مدينة بور الاستراتيجية لاستعادتها من المتمردين، مؤكداً على قدرة جيشه على بسط السيطرة على كامل التراب الجنوبي. وجدد الرئيس الجنوبي استعداده للحوار مع معارضيه من دون شروط مسبقة. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير، إن القوات الحكومية لم تستعد السيطرة على مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، مشيراً إلى أنها لا تزال في قبضة القوات الموالية لمشار. وأضاف: «جنودنا سيستعيدون السيطرة على مدينة بور من أيدي المتمردين»، لافتا إلى أن ولاية الوحدة منقسمة حالياً بين الجيش الحكومي وأنصار مشار. كما شدد وزير خارجية جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين على استعداد حكومته لإجراء محادثات مع أي جماعة متمردة، لافتاً إلى أن الحكومة أبلغت الوسطاء الأفارقة موافقتها على مقابلة خصوم سلفاكير، ومن بينهم مشار وحلفاؤه. في المقابل، دافع الجنرال بيتر قديت المتدحر من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، عن قراره بالقتال ضد سلطات جوبا وسيطرته على مدينة بور واعتبره «خياراً صحيحاً»، موضحاً أنه يحارب «من أجل حرية شعب جنوب السودان». ودان الجنرال الموالي لمشار الحكومة الأوغندية بعد شنها غارة جوية ضد قواته في بور قبل يومين. وحذر من أن «أي مرتزقة يرغبون في دعم سلفاكير سيتم سحقهم بشدة»، في إشارة إلى الدعم العسكري الذي يقدمه الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني إلى حكومة جوبا. وكشفت صحيفة «الصن مونيتور» الأوغندية أن القائد العام للجيش الأوغندي الجنرال كاتومبا وامالا، زار جوبا لتفقد قواته هناك. ونقلت عن مصادر عسكرية أن كمبالا أرسلت جنوداً من الحرس الرئاسي مع طائرات مقاتلة إلى هناك. وتحدثت الصحيفة عن أزمة جنوب السودان وتأثيرها على أوغندا، مشيرةً إلى أن موسفيني يتصل بسلفاكير يومياً للاطلاع على الأوضاع. وكان الرئيس باراك أوباما اعلن أن الولاياتالمتحدة ستتخذ إجراءات جديدة «إذا اقتضى الأمر» بعد الهجوم على جنودها في جنوب السودان، كاشفاً أن 46 عسكرياً إضافياً انتشروا في هذا البلد. واوضح، في رسالة إلى الكونغرس، أن الجنود الأربعة الذين أُصيبوا بإطلاق نار على طائرتهم قرب مطار بور السبت الماضي، كانوا ضمن مجموعة من حوالى 46 عسكرياً وصلوا على متن طائرات من طراز «سي في 22 أوسبراي» للمشاركة في إجلاء أميركيين من جنوب السودان. وفي نيويورك، بدأ مجلس الأمن البحث في تعزيز القوة الدولية لحفظ السلام في جنوب السودان (أنميسس) بمزيد من الجنود والعتاد بناء على توصية تلقاها أمس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأوضح بان، في مؤتمر صحافي، أنه وجه رسالة الى المجلس «تدعوه الى تبني إجراءات لدعم قوة أنميسس التي تتألف الآن من 7 آلاف جندي وشرطي»، بعد اجتماع عقده أمس مع «لجنة إدارة الأزمة في جنوب السودان» في مقره في الأممالمتحدة. وأبدى بان «القلق البالغ من التبعات الإقليمية للأزمة المتفاقمة في جنوب السودان في منطقة تشهد أساساً تعقيدات». وقال إن «الخطورة تكمن في استهداف المدنيين والاتنيات، ما يتطلب من قوة أنميسس قدرة على حماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية ومراقبة انتهاكات حقوق الإنسان». وأكد أن «المسؤولين في المراكز العليا عن الانتهاكات والجرائم يجب أن يقدموا الى العدالة حتى لو ادعوا عدم معرفتهم بالاعتداءات»، مشدداً على «ضرورة توقف استهداف المدنيين وقوة حفظ السلام فوراً».