أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس الأربعاء أن المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية في سورية لن تنجح إلا إذا أنهت القوى الأجنبية دعمها للمعارضة التي تحارب للإطاحة به. ويزور الإبراهيمي دمشق للاجتماع مع مسؤولين سوريين في محاولة لدعم جهود عقد محادثات السلام المتعثرة. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الاسد استقبل أمس «الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي والوفد المرافق، واستمع منه إلى عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في اطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي في جنيف». وأضافت أن الأسد أكد خلال الاجتماع أن «الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة برسم مستقبل سورية وأي حل يتم التوصل اليه او الاتفاق حوله يجب أن يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم بعيداً من أي تدخلات خارجية». وتابع الرئيس السوري أن «نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الارهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تقوم بتسهيل دخول الإرهابيين والمرتزقة إلى الاراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف اشكال الدعم اللوجستي»، معتبراً أن «هذا الأمر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المؤاتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه». وقال الابراهيمي من جهته، وفق «سانا»، إن «الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل أمام السوريين انفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الأزمة بأسرع وقت ممكن ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سورية». وتطالب المعارضة السورية بأن يتمحور أي حوار لايجاد حل للازمة السورية حول عملية انتقالية تنتهي برحيل الأسد، بينما يرفض النظام مجرد البحث في هذا الموضوع، معتبراً أن القرار فيه يعود للشعب السوري من خلال صندوق الاقتراع. وحضر اللقاء بين الأسد والابراهيمي من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وانعقد الاجتماع بين الإبراهيمي والأسد بين العاشرة والحادية عشرة من صباح أمس. ووصل الابراهيمي الى دمشق مساء الاثنين بعد مرور اكثر من عشرة أشهر على زيارته الاخيرة. وقد عقد لقاءات الثلثاء مع المعلم وشخصيات من معارضة الداخل المقبولة من النظام. وأغضب الإبراهيمي المعارضة السورية أخيراً حين قال إن إيران وهي أحد الداعمين الرئيسيين للأسد خلال الحرب يجب أن تشارك في محادثات جنيف. ويقول جناحا المعارضة العسكري والسياسي إن أي مفاوضات يجب أن تستند إلى رحيل الأسد. ويقول الأسد وإيران إنهما لن يشاركا في محادثات تفرض شروطاً مسبقة. وقال محمد رضا شيباني السفير الإيراني في سورية للصحافيين في دمشق عقب اجتماعه بالإبراهيمي، أمس الأربعاء، إن إيران مستعدة لحضور الاجتماع في جنيف. وأضاف: «طبعاً الكل يعرف طاقة ايران في المساعدة على الحل السياسي للأزمة السورية. غياب إيران عن هذا الاجتماع لا يفيد الاجتماع». وقال إن بلاده «تدعم جهود الابراهيمي» لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وان «رؤى ايران وجهود الابراهيمي تتطابق» في هذا الإطار. وانتقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان صدر عنه الثلثاء مواقف الابراهيمي، معتبراً أن تصريحاته حول دور الأسد في المرحلة الانتقالية ومشاركة ايران في المؤتمر الدولي «تعزز الاستقطاب الدولي حول الحل السياسي للصراع في سورية، وتمثّل تجاوزاً للدور المنوط به، ومخالفة لموقف الدول الأصدقاء للشعب السوري». ورأى الائتلاف أن الجميع، ومنهم حلفاء دمشق، يدركون «أن نظام الأسد هو أساس المشكلة، ولا يمكن لسبب المشكلة أن يكون جزءاً من حلها». وقال الابراهيمي في تصريحات قبل وصوله الى دمشق إن الاسد يمكنه «أن يساهم بشكل مفيد» في الانتقال ببلاده من مرحلة الى مرحلة. وأعلنت «مجموعة اصدقاء الشعب السوري» الداعمة للمعارضة بعد اجتماعها الاخير الذي عقدته في 22 تشرين الأول (اكتوبر) في لندن انها لا ترى «دوراً للرئيس الأسد» في مستقبل سورية. وفي إطار مرتبط، ذكرت المتحدثة باسم الإبراهيمي، خولة مطر، لوكالة «فرانس برس» في دمشق إن الموفد الدولي الخاص إلى سورية يأمل بمشاركة السعودية في مؤتمر «جنيف 2»، مشيرة إلى أن الابراهيمي «يقدّر دور المملكة في اعطاء دفع لعملية السلام». وأشارت إلى أن الابراهيمي يكن للمملكة وقيادتها «كل التقدير والاحترام».