بعد سنة من الانقطاع عاد الموفد الدولي الاخضر الإبراهيمي الى سورية. هذه الزيارة هي عودة بعد أن قطع الرئيس السوري بشار الأسد مدة اللقاء معه كتعبير عن امتعاضه من "تجرؤه" على مفاتحته بإمكان عدم ترشحه للرئاسة مجدداً في انتخابات 2014. وكشف الأسد لاحقاً أنه قال للإبراهيمي إن هذا الأمر لا يناقش سوى بين السوريين أنفسهم، طالباً من الموفد الدولي أن يلتزم بحدود مهمته، وهي أنه مجرّد "وسيط". لكن الأنظار ستكون مركّزة على الاجتماع الذي قد يجمعه مع الأسد، وعن ما سيقوله الأسد له. مصير "جنيف 2" كثيرون ينتظرون لقاءات الابراهيمي، تمهيداً لمحادثات مؤتمر "جنيف 2"، الذي يشترط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان "تتمحور حول مرحلة انتقالية ديموقراطية في سورية تستثني الاسد"، فيما يرفض النظام اي تطرق الى هذا الأمر. ومن المفترض أن تُحدد نتائج هذه الزيارة إلى حد كبير مصير الجهود لعقد مؤتمر السلام السوري (جنيف 2). لكن المؤشرات الصادرة من العاصمة السورية لا توحي حتى الآن بأن النظام مستعد للتنازل عن السلطة لمصلحة حكومة انتقالية، وفق ما جاء في بيان "جنيف - 1"، وبحسب ما تُصرّ المعارضة السورية التي يؤازرها في هذا الموقف تحالف واسع يضم دولاً غربية وعربية فاعلة. وكان لافتاً أن الإبراهيمي قدّم ملامح تصوره لكيفية الوصول إلى تسوية، عشية وصوله إلى دمشق، إذ قال في تصريحات الى مجلة فرنسية إن "الرئيس بشار الأسد يمكنه أن يلعب دوراً في المرحلة الانتقالية من دون أن يقودها بنفسه". لقاءات مع معارضة الداخل والتقى الابراهيمي اليوم شخصيات من المعارضة السورية في الداخل، التي يشارك ممثلون عنها في الحكومة السورية. وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر ان "هناك حاجة للذهاب الى فرز حقيقي لمعنى المعارضة والموالاة ووطني وغير وطني"، واضاف "من يضع شروطاً مسبقة لا يريد الذهاب الى عملية سياسية". وتأتي زيارة الابراهيمي الى دمشق من ضمن جولة اقليمية شملت دولاً عدة ابرزها ايران وتركيا والعراق وقطر، وتهدف الى "تمهيد الطريق لعقد مؤتمر "جنيف-2" لإيجاد حل للازمة السورية"، وذلك غداة تحذيره من "صوملة" تهدد البلاد في حال استمرار النزاع العسكري. ومن معارضة الداخل، التقى الابراهيمي وفداً من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي، وزاره في الفندق بشكل خاطف نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد. زيارة الابراهيمي تزامنت مع تطورات ميدانية على الارض السورية، اذ حقق المقاتلون الاكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية مزيداً من التقدم على حساب مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام، التي تمكنوا من طردها من عدد من القرى، كما غنموا اسلحة من لواء مقاتل تابع للجيش السوري الحر، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.