أكد الرئيس السوري بشار الاسد امس «الالتزام الكامل» لدمشق بالتعاون مع «اي جهود صادقة» لحل الازمة في سورية «طالما التزمت الحياد والاستقلالية»، ودعا الى حوار سوري «يرتكز على رغبات جميع السوريين»، في حين حذر مبعوث الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي من تفاقم الازمة السورية وتشكيلها «خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم كله». وكان الاسد استقبل الابراهيمي أمس في ختام زيارة الى دمشق استمرت ثلاثة ايام تضمنت لقاءات مع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وشخصيات معارضة واخرى ممثلة للمجتمع المدني في سورية. وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد بحث خلال لقائه الابراهيمي الذي حضره المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان في تطورات الأوضاع في سورية، حيث أكد الرئيس الأسد «استمرار التزام سورية الكامل بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة في سورية طالما التزمت الحياد والاستقلالية». وأضافت الوكالة ان الاسد «أوضح أن المشكلة الحقيقية في سورية هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض»، معتبراً أن «العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصاً لجهة الدعوة الجادة لحوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين». وأضاف ان «نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سورية لوقف القيام بمثل هذه الأعمال». وأشارت «سانا» الى ان الابراهيمي اكد في اللقاء ان «الحل لا يمكن ان يأتي الا من طريق الشعب السوري نفسه». وأضاف ان «أساس عمله هو مصلحة الشعب السوري وتطلعاته، وأنه سيعمل باستقلالية تامة تكون مرجعيته الأساسية فيها خطة (سلفه كوفي) نان وبيان جنيف»، مضيفاً أن «أي نقاط أخرى تتم إضافتها أو تعديلها ستكون بالاتفاق مع جميع الأطراف». وشدد الإبراهيمي على «ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف لإيجاد حل للأزمة بالنظر إلى أهمية سورية ومكانتها الاستراتيجية وتنوعها السكاني وتأثير الأزمة السورية على المنطقة برمتها». وصرح المبعوث الدولي بعد المحادثات إن «الرئيس الأسد والحكومة السورية سيدعمونه في أداء عمله على أكمل وجه»، قائلاً: «سنحاول جهدنا أن نتقدم بأفكار وأن نجند ما يحتاجه الوضع من إمكانات وطاقة لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه المحنة». وأشار إلى أنه على «إطلاع كامل بما قام به سلفه كوفي انان وأنه يكمل العمل الذي بدأه رغم الاختلاف الذي يطرأ على الوضع في سورية في شكل يومي»، مجدداً وصفه للمهمة الموكلة إليه بأنها «صعبة»، معتبراً أن الأزمة في سورية «خطرة جداً وتتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم كله». وقال رداً على سؤال حول إمكانية وقف العنف في سورية ان «الفجوة بين الأطراف السورية كبيرة، وعلينا تجسير هذه الفجوة من خلال إيجاد أرضية مشتركة» موضحاً ان «هذه الأرضية موجودة وتتمثل في أن كل الأطراف يحبون بلدهم وعلينا مساعدتهم». وأشار الإبراهيمي إلى أنه سيكون لفريقه مكتب في دمشق برئاسة السفير المغربي مختار لماني. وأضاف انه سيعود قريباً الى سورية لمواصلة الحديث والعمل على وقف العنف وإنهاء الأزمة، وإنه سيقوم بزيارة «كل الدول» التي لها اهتمام ونفوذ ومصلحة بالشأن السوري في المنطقة وخارجها إضافة إلى زيارة نيويورك لإجراء لقاءات في مجلس الامن ومع الأمين العام للأمم المتحدة. وكان الابراهيمي التقى سابقاً سفراء روسيا والصين وايران لدى سورية، كما التقى شخصيات من المعارضة السورية قالت انه قدم «افكاراً جديدة» لجهود السلام. ووصف المنسق العام لهيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي المعارضة التي تضم احزاباً عربية وكردية واشتراكية وماركسية اللقاء مع الابراهيمي بانه «مهم ومفيد ومثمر» وتحدث عن «تطوير» في خطة كوفي انان للحل في سورية. وأكدت صحيفة الثورة السورية الرسمية أمس ان «السوريين حريصون الى حد غير مسبوق على إنجاح مهمة» الابراهيمي. وأضافت ان «ما يحتاجه السوريون اليوم من الابراهيمي ان يكون صريحاً ويسمي الاسماء بمسمياتها، وان يقول مقارباته بوضوح لا يحتمل التأويل او التفسير الخاطئ». وكان الأسد تسلم أمس اوراق اعتماد سفير كوبا الجديد لدى سورية.