خرجت فلسطين وبمستوياتها كافة، بدءاً بالرئيس محمود عباس، ومروراً برئيس الوزراء رامي الحمد الله وعدد من الشخصيات السياسية ورجال دين مسيحيين ومسلمين، ووصولاً الى الجمهور العريض، لملاقاة فريق برشلونة الرياضي الذي لعب على أرضها للمرة الأولى، في إطار زيارة تضامنية وصفها النادي الإسباني ب «التاريخية». وغادر الرئيس عباس مقر إقامته في رام الله الى مدينة بيت لحم جنوباً لاستقبال الفريق الكتالوني الذي ضم 140 شخصاً بقيادة رئيس النادي ساندرو روسيل، وأمضى معهم 45 دقيقة، قبل ان يتوجه الفريق لزيارة كنيسة المهد في بيت لحم، ومنها الى بلدة دورا في محافظة الخليل جنوبالضفة الغربية لملاقاة الفريق الوطني الفلسطيني في مباراة ودية في «استاد دورا الدولي» الذي يتسع لنحو 25 ألف شخص. ورغم أن توقيت المباراة جاء مع توقيت آذان المغرب وموعد الإفطار، إلا أن أعداداً كبيرة زحفت من المحافظات المختلفة لحضور الحدث الرياضي ومشاهدة الفريق «الكتالوني» يتقدمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، والإسبانيان أندريس انييستا وتشافي، والمدرب الجديد مارتينيو، ورئيس النادي ساندرو روسيل، إضافة الى عدد من كبار الإداريين في النادي. وقبيل بدء المباراة، قدم الفنان محمد عساف الذي فاز بلقب «أراب آيدول»، وصلات غنائية. ويحظى فريق برشلونة بتأييد واسع في الأراضي الفلسطينية، ومن أبرز مؤيديه الرئيس عباس وأبناؤه واحفاده. وكان عباس زار النادي عام 2010، ودعا رئيسه الى زيارة فلسطين. وفي 22 شباط (فبراير) الماضي، زار رئيس النادي فلسطين والتقى عباس، وعرض عليه فكرة إقامة مباراة ودية بين برشلونة وفريق مشترك يضم لاعبين فلسطينيين وإسرائيليين. لكن الجانب الفلسطيني الذي رحب بالفكرة، أصر على ان يكون اللقاء مع فريق فلسطيني خالص. وقال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، رئيس اتحاد كرة القدم جبريل رجوب إن إسرائيل «حاولت بشتى الطرق أن يكون الحدث فلسطينياً - إسرائيلياً مشتركاً، لكن الجانب الفلسطيني رفض بشدة، وأصر على أن يكون حدثاً فلسطينياً خالصاً». ووصف الزيارة بأنها «محطة مفصلية في تاريخ الرياضة الفلسطينية باعتباره الفريق الأكثر إثارة ومتعة في العالم». وقال إن الزيارة تشكل خطوة تضامنية من النادي مع الشعب الفلسطيني، واصفاً إياها بأنها أول عملية اختراق في تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية للحصار المفروض عليها من إسرائيل ومسلسل التحريض ضد الرياضة والشعب االفلسطيني. وقال: «وجود برشلونة في فلسطين يمنحنا فرصة جيدة لعرض ما نتعرض اليه بصورة طبيعية ومضمون إنساني وقيمي». واضاف ان الرياضة هي الوسيلة الأهم في محاصرة العنصرية. ويرى الفلسطينيون في زيارة الفريق الإسباني الشهير اختراقاً تاريخياً لحال الحصار التي يتعرضون اليها من اسرائيل التي تفرض قيوداً شديدة على حركة الفرق الرياضية داخل الوطن وخارجه، إذ تحظر على الرياضيين من قطاع غزة الوصول الى الضفة، ومن الضفة الى القطاع، كما تفرض قيوداً على سفر بعض الرياضيين الى الخارج، وتقيّد دخول الفرق الرياضية من دول العالم المختلفة الى فلسطين. وكان نادي برشلونة وصف في بيان زيارته لفلسطين ب «التاريخية»، وقال إنها «تحظى بدعم لا يقدر بثمن من الحكومة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس عباس واللواء رجوب». وشملت الزيارة لقاء مع 40 طفلاً رياضياً فلسطينياً، يقودهم 10 مدربين فلسطينيين. وأطلقت الصحافة الفلسطينية على الزيارة أوصافاً مثل «تاريخية» و»مفصيلة»، فيما حظي الحدث بتغطية واسعة من وسائل الإعلام العالمية والعربية والفلسطينية والإسرائيلية شارك فيها 350 إعلامياً من الإعلاميين المحليين، و60 آخرون رافقوا الفريق، و50 إعلامياً قدموا من أنحاء العالم. واتخذت الأجهزة الأمنية استعدادات استثنائية لاستقبال الفريق الذي يعد واحداً من أبرز فرق كرة القدم وأكثرها إثارة للاهتمام في العالم. ويعود الفريق اليوم الى القدس حيث يزور حائط المبكى، قبل لقاء مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس والمشاركة في تدريب مع شباب اسرائيليين في تل ابيب.