شنت القوات النظامية هجوما جديدا امس لاستعادة بلدة خان العسل في ريف حلب بعد اسبوع من سيطرة الثوار عليها، فيما نقلت صحيفة حكومية عن مصدر سوري كبير قوله ان «حلب كانت ولا تزال على الدوام في مقدمة أجندة وأولويات القيادة السياسية والعسكرية السورية». وقتل مسؤولان سوريان محليان كانا يعملان على المصالحة في ريف دمشق برصاص مسلحين في مدينة الزبداني شمال غرب العاصمة، في حين ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ستة اشخاص قتلوا وجرح 19 اخرون امس في سقوط قذيفة اطلقها مقاتلون معارضون على حافلة تقل موظفين في مركز بحوث علمية في حي برزة شمال دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة «عند اطراف خان العسل في محاولة من القوات النظامية لاعادة السيطرة على البلدة». وكانت قوات المعارضة حررت البلدة في 22 تموز (يوليو) بعد معارك عنيفة استغرقت اياما، وفقدت القوات النظامية فيها 150 عنصرا على الاقل، بينهم 51 اعدموا ميدانيا. وفي مدينة حلب، افاد «المرصد» بتعرض احياء عدة «للقصف من القوات النظامية عند منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء»، بينها قاضي عسكر والصاخور ومساكن هنانو. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصدر سوري كبير ان «حلب كانت ولا تزال على الدوام في مقدمة أجندة وأولويات القيادة السياسية والعسكرية السورية». واكد ان المدينة «ليست لقمة سائغة»، مشيرا الى قدوم تعزيزات عسكرية «ستحسن شروط القتال بكل ما لهذه الكلمة من معنى». واعتبر المصدر ان «إنجازات الجيش الإستراتيجية في القصير وتلكلخ وخالدية حمص والغوطة الشرقية وغيرها من جبهات القتال، جعلته أكثر عزيمة وإصرارا على إنجاز المهام الموكلة إليه في حلب». وفي حمص، اشار «المرصد» الى تعرض احياء باب هود وحمص القديمة والوعر لقصف من القوات النظامية. وعلى الطرف الغربي للمدينة، افاد عن «سقوط العديد من القذائف المجهولة المصدر على مصفاة حمص لتكرير النفط، ما ادى الى اضرار مادية واصابة شخصين بجروح». واتهمت «سانا» من اسمتهم «ارهابيين» بالوقوف خلف الهجوم، مشيرة الى انه ادى الى اصابة عدد من العمال والى اضرار مادية. وفي دمشق، دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية عند اطراف حي برزة الذي تعرض للقصف من القوات النظامية التي قصفت كذلك حي جوبر. وقالت وكالة «سانا» ان ستة اشخاص قتلوا وجرح 19 آخرون الاربعاء «اثر سقوط قذيفة هاون أطلقها ارهابيون على منطقة برزة في دمشق». ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة قوله «ان قذيفة الهاون اصابت حافلة كانت تقل عددا من موظفي مركز البحوث العلمية» في برزة، مشيرا الى ان «الاعتداء الارهابي» ادى الى اضرار مادية. من جهته، قال «المرصد السوري» ان القذيفة سقطت على الحافلة «بالقرب من المركز»، وادت الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة عشرين آخرين. ويضم حي برزة جيوباً لمقاتلي المعارضة، ويشهد منذ اشهر معارك بين هؤلاء والقوات النظامية التي تحاول السيطرة على الحي تحت غطاء من القصف العنيف أسفر عن دمار كبير في البنى التحتية. وفي شمال غربي سورية، افاد «المرصد» عن مقتل تسعة اشخاص بينهم خمسة اطفال وسيدتان «جراء القصف بالبراميل المتفجرة على قرية البارة» في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب ليل الثلثاء. وكانت اعمال القصف والغارات الجوية في ارياف حمص وادلب وحلب ادت اول من امس الى مقتل 16 طفلا آخرين. واحصى المرصد سقوط 153 شخصا الثلثاء. كذلك اعلنت الوكالة ان مسؤولين محليين كانا يعملان على المصالحة في ريف دمشق قتلا برصاص مسلحين في مدينة الزبداني شمال غربي العاصمة، في حين ذكر «المرصد» ان الرجلين كانا يحاولان التوصل الى «هدنة» بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. وقالت «سانا» ان «مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت كلا من رئيس بلدية الزبداني ماجد تيناوي وعضو لجنة المصالحة الوطنية بريف دمشق غسان الحاج حمود مساء الثلثاء في مدينة الزبداني». ونقلت عن مصدر في الشرطة قوله ان «ارهابيين اطلقوا النار على تيناوي وحمود بعد خروجهما من اجتماع عقد بخصوص المصالحة الوطنية في المنطقة، ما ادى الى استشهادهما على الفور». من جهته، اوضح «المرصد» ان اطلاق النار على الرجلين تم «في ساحة المحطة في مدينة الزبداني»، مشيرا الى ان «الشهيد تيناوي كان يعمل على ارساء هدنة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في المدينة التي تشهد قصفا مستمرا من قبل القوات النظامية». وتم انشاء لجان المصالحة في عدد من المناطق السورية بمبادرة من النظام منذ الاشهر الاولى لبدء النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، ويقوم عدد منها بعمل جدي على صعيد تهدئة العلاقات بين ابناء البلدات والقرى. والحادث هو الثاني من نوعه هذا الشهر، اذ اقدم مسلحون في اللجان الشعبية الموالية للنظام في 16 تموز (يوليو) على قتل سبعة رجال اعضاء في لجنة مصالحة محلية في ريف حمص. على صعيد آخر، استمرت الاشتباكات في محافظة الحسكة بين مقاتلين اكراد وآخرين اسلاميين، وقال «المرصد السوري» ان انفجار قنبلة موضوعة في كيس للقمامة بالقرب من حاجز لوحدات «اسايش» التابعة لحركة «المجتمع الديموقراطي» الكردية صباح امس ادى الى مقتل عنصر من الاسايش واصابة آخر. ودارت اشتباكات متقطعة ليل الثلثاء في محيط قرى صوفيا وتايا وجيلكي، التابعة لمدينة تربه سبيه (القحطانية)، بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» من جهة، ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة من جهة اخرى. كذلك هاجم مقاتلو «الدولة الإسلامية» و «النصرة» حاجزاً ل «وحدات الحماية» عند المحطة الفرعية التابعة لمحطة دجلة صباح امس، في مدينة كركي لكي (معبدة)، وذكرت معلومات ان عنصرين اصيبا بجروح. كذلك دارت اشتباكات مساء اول من امس في محيط قرى كرهوك واليوسفية وصفا، التابعة كذلك لكركي لكي، في حين دارت اشتباكات مماثلة على طريق تل حلف - أصفر ونجار، في الريف الغربي لمدينة رأس العين، ووردت أنباء عن مصرع ما لا يقل عن سبعة مقاتلين من «الدولة الإسلامية» و «النصرة» خلال عملية ل «وحدات حماية الشعب» في بلدة تل حلف. وفي محافظة الرقة، استمرت الاشتباكات بين المقاتلين الاكراد والاسلاميين في محيط قرى تل فندر وتل أخضر وسكرية، التابعة لمدينة تل أبيض. وفي محافظة اللاذقية، شن الطيران الحربي أربع غارات على قرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية ولم ترد انباء عن خسائر بشرية. كذلك نفذ الطيران غارة على مناطق في مدينة سراقب بمحافظة ادلب. وفي محافظة درعا، اقتحمت القوات النظامية قرية الشرائع القريبة من منطقة اللجاة، ودهمت بعض المنازل. كما شهدت مدينة الحارة اطلاق نار متقطع من الجهتين الشمالية والجنوبية، فيما سقطت قذائف هاون عدة على اطراف المدينة.