أحرز مقاتلو المعارضة السورية تقدماً على الارض في معركتهم للسيطرة على مركز الحامدية العسكري جنوب مدينة معرة النعمان في شمال غربي سورية، في وقت تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان، آخر اكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان أمس ان «مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب اخرى مقاتلة (معارضة للنظام) تمكنوا من الاستيلاء على حاجزين عند مداخل» مركز الحامدية، وهو عبارة عن تجمع عناصر وآليات. واشار الى استمرار الاشتباكات داخل المركز امس. وقال المرصد ان مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) وقرى محيطة بها تعرضت للقصف براجمات الصواريخ، فيما اوقعت الاشتباكات المستمرة في محيط معسكر وادي الضيف سبعة قتلى بين المعارضين بينهم قائد مقاتلة في لواء «كتائب احرار الشام». وبعد استيلائهم على معرة النعمان الواقعة في محافظة ادلب على الطريق السريع بين دمشق وحلب (شمال)، تمكن مقاتلو المعارضة من اعاقة وصول الامدادات الى القوات النظامية في مدينة حلب. وهم يحاصرون وادي الضيف القريب من معرة النعمان منذ ذلك الوقت ويحاولون دخوله للحؤول دون تمكن قوات النظام من اعادة فتح هذه الطريق. وفي المحافظة نفسها، قال المرصد ان «مقاتلين من لواء جبهة ثوار سراقب وريفها اسقطوا طائرة مروحية كانت تحوم في سماء سراقب والمناطق المحيطة بها. وشوهدت الطائرة وهي تهوي وتندلع فيها النيران بالقرب من مطار تفتناز العسكري». وقتل ثمانية مواطنين، بحسب المرصد، في سقوط قذيفة على سوق الخضار في حي الميسر. وفي محافظة حماة (وسط)، قتل سبعة اشخاص امس في قصف من قوات النظام على بلدة كفرنبودة، وبين القتلى ثلاثة اطفال. وكان قتل 23 طفلاً في قصف واشتباكات في منطقتي دمشق وحلب (شمال) اول من امس. في مدينة حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية امس لقصف من القوات النظامية، فيما وقعت اشتباكات صباحاً في حي جورة الشياح. وتمكنت القوات النظامية فجر اول من امس من دخول حي دير بعلبة في مدينة حمص حيث افيد مساء عن العثور على عشرات الجثث المشوهة من دون ان تعرف ظروف مقتلهم. وأصدر المكتب الاعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بياناً امس تحدث فيه عن «مجزرة جديدة». وجاء في البيان «قامت قوات الأسد والشبيحة بتاريخ 29 كانون الأول (ديسمبر) بعد عملية استمرت عدة أيام في أحياء حمص القديمة وفي حي دير بعلبة على وجه الخصوص بمجزرة جديدة»، مشيراً الى سقوط «220 شهيداً من الأطفال والنساء والرجال». لكن المرصد السوري يرفض تأكيد هذا الرقم او اعطاء اي حصيلة بسبب «تعذر توثيق اسماء القتلى نتيجة انقطاع الاتصالات». وقد اشار الى ان بين القتلى مدنيين ومقاتلين. وأعلن الائتلاف انه سيدعو الى «انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن واتخاذ موقف حازم ونهائي يوقف جرائم النظام بحق السوريين وتجريم كل من يدعمه بالسلاح والمال والخبرة والمقاتلين». كما دعا «المجتمع الدولي للوفاء بوعوده وامداد الجيش الحر والثوار بكافة الوسائل التي تمكنه من الدفاع عن المدنيين الأبرياء». من جهة ثانية، نفذت طائرات حربية امس غارات جوية على عدد من البلدات والمدن في ريف دمشق، في وقت وصلت تعزيزات اضافية للقوات النظامية الى مدينة داريا التي تتواجد هذه القوات في قسم منها ومقاتلو المعارضة في القسم الآخر. وانفجرت سيارة مفخخة في شارع عين غزال في مخيم اليرموك، تسببت بمقتل امرأة. وقتل في اعمال عنف امس في مناطق مختلفة من سورية 50 شخصاً، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سورية. في موازاة ذلك، ذكر الاعلام الرسمي السوري ان قوات الجيش تواصل عملياتها ضد «الارهابيين». وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان «مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت مدير أوقاف الرقة (شمال) عبد الله الصالح أمام منزله في حي الدرعية في مدينة الرقة». ونقلت عن مصدر مسؤول ان «ارهابيين أطلقوا عدة طلقات نارية على الشهيد الصالح استقرت احداها في رأسه»، مدرجة ذلك «في اطار استهداف الكفاءات الوطنية». وقال المرصد السوري ان الصالح كان من الموالين للنظام السوري. وذكر المرصد أن مقاتلين سيطروا امس على مركز تجميع خطوط النفط في قرية حمزة بلاسم بمحافظة الرقة بعد اشتباكات مع القناصة المتواجدين في المركز وأسرهم. فيما أفادت تقارير إعلامية بانشقاق 20 جندياً في محطة الجركة لضخ النفط بمحافظة الرقة. وأشار المرصد السوري إلى استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات من المسلحين المعارضين في عدة مناطق من محافظة إدلب وكذلك في محافظة درعا على الحدود مع الأردن. وكان المرصد السوري اعلن أن اكثر من عشرين طفلاً قتلوا في قصف مصدره القوات النظامية على منطقتي دمشق وحلب اول من امس. وقال المرصد في الحصيلة النهائية للضحايا إن «32 مواطناً بينهم 11 طفلاً وثلاث سيدات استشهدوا جراء قصف من القوات النظامية على مدن وبلدات المنصورة ودوما والمعضمية وعربين والنشابية وداريا والمليحة والمعضمية وحوش الفارة ومخيم الحسينية ويلدا» في ريف دمشق. كما قتل ثلاثة مواطنين احدهم طفل برصاص قناص في حيي القابون وبرزة في العاصمة وطفل إثر سقوط قذيفة على مخيم اليرموك في جنوبدمشق. وفي محافظة حلب، افاد المرصد عن مقتل 24 مواطناً بينهم ثمانية اطفال وخمس سيدات جراء القصف بالطيران الحربي تعرضت له بلدات تل رفعت واعزاز والمنصورة في ريف حلب. كما قتل طفل جراء القصف على بلدة السفيرة، وآخر في الحادية عشرة من عمره في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة حلب.