يرى الشاعر السعودي نواف الدبل، أن الساحة الشعبية أصبحت بلا قيمة أدبية، لافتاً إلى أنه بعيد في الوقت الحالي عن الإعلام والشعر. وقال الدبل ل«الحياة»: «ابتعادي في الوقت الحالي لا يعتبر اعتزالاً، بل ليس لدي نتاج شعري ولا تركيز على هذا النتاج»، مشيراً إلى أن الشعر يمر بمرحلة خمول، لدرجة أن الفائدة المادية للمجلات والقنوات الشعبية قلت عنها في السابق، وهذا يعتبر تصحيحاً لوضع الساحة الشعبية. وأضاف أن المسابقات الشعرية لا تخدم الشعر، كون أي عمل يعتمد على التصويت لا يخدم الشعر، لو كانت المسابقات تعتمد على التقويم لكان أفضل من اعتمادها على التصويت. وشبّه الشعراء بفناني المسابقات التلفزيونية إذ إن حضورهم مصنوع، بدليل أن شاعر يحضر أمسية فتجده يجمع عدداً من أصدقائه للهتاف له أثناء إلقائه قصائده. وفيما يأتي نص الحوار: نواف الدبل هل اعتزل الشعر؟ - ابتعادي في الوقت الحالي لا يعتبر اعتزالاً - كما ذكرت في سؤالك -، بل إنه ليس لدي نتاج شعري ولا تركيز على هذا النتاج. قبل أعوام كان اسمك يتصدر الساحة الشعبية، ما سبب ابتعادك عن المشهد الشعري؟ - انسحابي عن الساحة الشعبية جاء في الوقت المناسب، وحالياً أنا بعيد كلياً عن الإعلام وأفضل ذلك. كنت من نجوم المجلات، هل توقف المجلات الشعبية أضر بكم كشعراء؟ - أنا ابتعدت عن الشعر قبل توقف المجلات، إذ كان آخر ظهور لي في 2005 بديوان مسموع، وهذا ختام حضوري في الساحة الشعبية. مرت الساحة الشعبية بتحولات ومراحل (المجلات، المسابقات، مواقع التواصل)، ما هي المرحلة التي ترى أنها أعطت الشعر حقه؟ - لدينا مثل شعبي «الشيء إذا زاد عن حده قلب ضده»، فعندما كان الشعر يقتصر على مجلتي «فواصل» و«المختلف» كانت القيمة الأدبية أكبر. كلما زادت وسائل الإعلام قلت القيمة الأدبية، كون كثرة أماكن النشر تضعف القيمة الأدبية، الآن أصبح من السهل نشر القصائد على العكس من السابق. من بعيد كيف ترى الساحة الشعبية الآن؟ - صدقني لا توجد ساحة شعبية، فالشعر يمر بمرحلة خمول، حتى الفائدة المادية للمجلات والقنوات الشعبية قلت عنها في السابق، وهذا يعتبر تصحيحاً لوضع الساحة الشعبية. شعراء المسابقات يرددون أنهم أخذوا فرصتهم في الظهور الإعلامي، هل هناك أشخاص يتحكمون في الساحة وشعرائها قبل أعوام عدة؟ - هذا صحيح، دائماً هناك قنوات إعلامية تتحكم في النتاج الشعري الذي يصلنا كمتلقين. المسابقات الشعرية من وجهة نظركم، بماذا خدمت الشعر؟ - المسابقات الشعرية لا تخدم الشعر، كون أي عمل يعتمد على التصويت لا يخدم الشعر، لو كانت المسابقات تعتمد على التقويم لكان أفضل من اعتمادها على التصويت، المسابقات بدأت تفقد وهجها بدليل أن كل نسخة تقل عن النسخة التي قبلها. القنوات الشعبية كثرت، إلى هذه الدرجة الشعر مربح حتى في الفضاء؟ - الشعر لم يعد مربحاً كالسابق، المجلات كانت تباع بأعداد كبيرة لكنها الآن لا تباع سوى بأعداد قليلة. لماذا يتهمون الشعراء الشعبيين ب«المهايطيين» و«المتسولين»؟ - الشاعر من العصور الأولى مرتبط بالمعاناة، فربما يطلب المال بسبب تلك المعاناة. الشاعر الشعبي نجم في مجتمعه بينما الشاعر الفصحوي لا يعرفه إلا قلة، متى يتفوق الشعر الفصيح على العامي؟ - الشاعر المبدع له حضوره سواء أكان يكتب بالعامية أم بالفصحى، هناك شعراء فصحويون أسمع لهم وأتابعهم. قصائد المديح كثرت، ما هو السبب في ذلك؟ - سبب كثرة قصائد المديح معروف لدى الجميع. متى سنرى المستشعرين يتساقطون من الساحة الشعبية؟ - كما قلت لك سابقاً لا توجد ساحة شعبية، لأنها لا تحوي قيمة أدبية، الآن أصبح الشاعر لا يعني للمتلقي شيئاً، والشعراء أشبه بفناني المسابقات وحضورهم مصنوع، بدليل أن الشاعر يحضر أمسية فتجده يجمع عدداً من أصدقائه للهتاف له أثناء إلقائه لقصائده. ما هو جديد الشاعر نواف الدبل؟ - ليس لدي جديد، فتركيزي في أمور أخرى.