يرى الشاعر الكويتي فيصل العدواني أن الساحة الشعبية تعيش نوعاً من التشتت واختلاط الغث بالسمين والحابل بالنابل، مشيراً إلى أن قنوات الشعر وصل بعضها إلى درجة الإفلاس بتكرار موادها الشعرية. وقال العدواني في حديثٍ إلى «الحياة»: «المسابقات الشعرية خدمت الشعر لفترة محددة مثل «شاعر المليون» و«شاعر المعنى»، لكن حالياً «صل عليها صلاة الميت»، وعندما يشارك 48 شاعراً في «شاعر المليون»، جميعهم يحقق النجومية كاملة، وفي الحقيقة لا أعرف آخر شخص فاز ببيرق «شاعر المليون». وأضاف أن الساحة الشعرية تحتاج إلى الأمانة الشعرية والمهنية العالية من دون تدخل للمجاملات والمحسوبيات وحتى الابتسامات، إضافة إلى احترام ذائقة المتلقي. وفي ما يأتي نص الحوار: كيف تصف علاقتك بالشعر حالياً، خصوصاً أنك مبتعداً عن الساحة؟ - منذ عامين لم أظهر إعلامياً، على رغم تلقي عروض عدة من قنوات شعرية، إلا أنني فضلت الاعتذار. الوضع السياسي غير مناسب للظهور الإعلامي، لكنني أكتب الآن قصائد بغزارة، وأفضّل أن تكون كتاباتي بعيدة عن الإعلام، فالشاعر ليس لاعب كرة قدم يعتزل ويخسر مهنته، بل كلما زادت سنوات عمره زادت خبرته وإنتاجيته. الكويت تصدرت الساحة الشعبية لأعوام عدة، لكنها الآن تراجعت... ما سبب ذلك؟ - كانت الكويت وجهة وواجهة للشعراء لوجود برامج شعرية تبث عبر القنوات الكويتية، ومطبوعات تهتم بالموروث الشعبي، وأمسيات شعرية رسمية، لكن الأضواء انسحبت منها في الوقت الحالي بسبب توجه عدد كبير من الشعراء إلى الإمارات، والسعودية. في الوقت الحالي يوجد نوع من التشتت واختلاط الغث بالسمين والحابل بالنابل، وهو ما شكل فضاء واسعاً، وكذلك قنوات الشعر وصل بعضها إلى درجة الإفلاس بتكرار موادها الشعرية. بما أنك تطرقت إلى القنوات الشعرية... هل تعتقد بأنها خدمت الشعر؟ - في السابق كنت أتابع القنوات الشعرية، لكنني الآن أكذب عليك لو قلت أني أتابع أي قناة شعبية. كثرة القنوات أدت إلى عزوف المتلقي عن الشعر، على العكس تماماً من السابق الذي نرغب في سماع أية قصيدة، لأن «لذة الحب في الشيء القليل». هل تتوقع أن الأحداث السياسية لها دور في عزوف المشاهدين عن الشعر؟ - الأحداث السياسية التي تمر فيها المنطقة كثره قنوات الشعر حالياً، كنا نتمنى أن تخدم هذه القنوات الشعر، لكنها أصابت المتلقي ب«الغثيان الشعري» فأصبح المشاهد لا يهتم ليسمع الشعر، بل يتضايق عند سماع القصائد. المسابقات الشعرية. ماذا أضافت للساحة الشعبية؟ - المسابقات الشعرية خدمت الشعر لفترة محددة مثل «شاعر المليون» و«شاعر المعنى»، لكن حالياً «صل عليها صلاة الميت». عندما يشارك 48 شاعراً في شاعر المليون، كان جميعهم يحقق النجومية كاملة، وفي الحقيقة لا أعرف آخر شخص فاز ببيرق «شاعر المليون». في السابق كانت الساحة محبوكة، كون عدد النوافذ التي يظهر منها الشعراء قليلة جداً، فلا يظهر إلا المميز وإلا لن يظهر منها، أما الآن فالقنوات شكلت بوابات شعرية بلا حراسة يدخل منها الجمل بما حمل. هل بإمكان فيصل العدواني أن يعدّل من وضع الساحة الشعرية؟ - يعتمد في المقام الأول على أصحاب القنوات والمطبوعات الشعرية إذا توافرت لديهم الأمانة الشعرية والمهنية العالية من دون تدخل للمجاملات والمحسوبيات وحتى الابتسامات، إضافة إلى احترام ذائقة المتلقي في ذاتنا سترجع هيبة الشعر. هل أنت مع القصيدة المغناة؟ - سبق أن غني لي ثلاث قصائد، ولا أحب أن أذكر فنانيها، لكنني تراجعت عن كتابة تلك القصائد، على رغم أنه تربطني علاقات قوية بعدد من الفنانين والملحنين. القصائد الهجائية... ما موقفك منها؟ - من السهل أن تشتم أي بشر وتنزل من قيمته بلسانك، ولكن من الصعب جداً أن تكسب إعجاب أي شخص. عدد كبير من الشعراء يشتهر بهجائه. طوال مسيرتي البالغة 15 عاماً لم أكتب قصيدة هجاء سوى واحدة، بيد أنها لم تكن باسمي بل باسم مستعار. لماذا ابتعدت عن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؟ - سجلت في «تويتر» أربعة أشهر، وتابعني نحو 14 ألف شخص، لكن عيبنا - نحن العرب - أننا نستخدم الشيء بالعكس، فعندما هو بالأساس شبكة تواصل اجتماعي أصبح شبكة «تمزق اجتماعي». ماذا عن المنتدى الشخصي لك... هل ابتعدت عنه؟ - أنا موجود ومتفاعل في صفحتي في «فيسبوك» وما زلت أتفاعل مع أصدقائي، وأغلقت المنتدى الشخصي، وفضلت أن يكون موقعي الشخصي على الإنترنت أنشر من خلال قصائدي الصوتية والمقروءة والفيديو بشكل محدود.