تعود ميراي مزرعاني إلى شاشة «المستقبل» عبر برنامج «غنيها» الذي يُعرض مساء كل أحد. البرنامج الذي تُعرض الليلة الحلقة الثالثة منه يلقى أصداء إيجابية، وفق ما تقول ميراي، مع الإشارة إلى أنها تتوقع أن تزداد نسبة المُشاهدة مع تقدم الحلقات إذ يكون عدد أكبر من الناس قد سمع به. وتضيف ل «الحياة»: «البرنامج يحصد إعجاب الجمهور لأنه جديد من نوعه ولم يُستهلَك من قبل في العالم العربي، ويضم أغنيات جميلة وريبورتاجات سريعة ومقابلات عفوية... والأهم أنه برنامج يشبه الناس في حالاتهم المختلفة من حب وفرح وحزن وغصة وشوق». «غنيها» صوِّرت حلقاته ال14 كلها، بالتالي فإن مزرعاني عاشت كل أجوائه، فكيف تقوم هذه التجربة؟ تجيب أنها كانت مميزة جداً لأنها شعرت بأنها قريبة من الناس، فتفاعلت معهم وشعرت بأحاسيسهم، واختبرت نوعاً جديداً من التعاطي مع الجمهور بعدما تركزت برامجها السابقة على الألعاب والتسلية. البرنامج، كما تقول، يفتح الباب أمام الناس من مختلف الأعمار والأجناس والفئات، كي يعبروا عما يجول في داخلهم، مثل شاب فقد والده، أو مريض يشكر الأطباء الذين سهروا عليه، أو رجلٍ يغني للبيئة وآخر للجيش... ميراي مزرعاني التي عُرفت في مجال المنوعات، هل توافق على أن تقديم «لبنان يتذكر» كان بمثابة خطوة انتقالية نحو البرامج التي تغلب عليها الأجواء الجدية، وأن «غنيها» هو استكمال لهذه الخطوة؟ «تحليلك صحيح، لكن ذلك لا يعني أنني انتقلت تماماً من ضفةٍ إلى أخرى، فالمقدم يجب أن يتبع الموضة السائدة في البرامج، وموضة هذه المرحلة هي برامج تلفزيون الواقع التي يتعلق بها الناس لأنهم يرَون فيها أنفسهم، في شكلٍ أو آخر». وتلفت الى أن برامج الألعاب والربح اختفت عن الشاشات، وإن وُجدت المنافسة فيكون موضوعها الغناء والأصوات الجميلة أو المواهب على أنواعها. «غنيها» لا يعتمد، كما معظم برامج اليوم، على صورة المشاهير كي يجذب جمهوراً أوسع، بحيث تنتمي النسبة الأكبر من المشاهدين إلى نادي معجبي هؤلاء المشاهير، فهل ترى ميراي أن بساطة الناس العاديين قادرة على منافسة أخبار المشاهير وتحركاتهم؟ «حتماً» تسارع إلى التأكيد، «فالبساطة فيها الكثير من الصدق، ويمكن أن تقع في الحلقة الواحدة على لحظات كثيرة مليئة بالشفافية التي تلامس قلوب المشاهدين في منازلهم، كما قلوب فريق العمل في الكواليس وخلف الكاميرات». وتشير ميراي إلى أنها اختبرت خلال التصوير، وأكثر من مرة، كيف يصمت الجميع وتُقطع الأنفاس في لحظاتٍ مؤثرة، لأن الجميع يعرف أنها لحظات صادقة. عند سؤالها عن عودتها إلى شاشة «المستقبل» توضح ميراي أنها تعرف معظم العاملين في تلك المحطة، لذلك لم تشعر بالحاجة إلى التأقلم ولم تجد صعوبة في أن تجد نفسها في جو المحطة. ميراي مزرعاني التي كانت على شاشة «أم تي في» قبل إقفالها، انتقلت إلى «المستقبل» لتقدم «إيقاع»، ثم عادت إلى «أم تي في» عبر «أهضم شي» و»لبنان يتذكر»، قبل أن تعود اليوم إلى «المستقبل» عبر «غنيها»، فهل تجد أن هذا التنقل هو نقطة قوة يمنع حصرها على شاشة واحدة، أو هو نقطة ضعف لأن الناس يفضلون رؤية المقدم في محطة واحدة؟ تقول إنها لا يُمكن أن تُحسَب على محطة معينة لأن البرامج التي تقدمها تنتجها شركات خاصة تبيعها للمحطة التي تتفق معها، بالتالي يمكن أن تطل على أي شاشة يناسبها البرنامج الذي تقدمه. ألا تعتب مثلاً على محطة «أم تي في» لأنها تركتها كل تلك الفترة من دون برنامج خاص بها؟ «في الواقع، كنت اتفقت مع إدارة «أم تي في» على تقديم حلقات «لبنان يتذكر»، ولكن مضت فترة طويلة لم نقدم فيها حلقات جديدة، ولم تناسبني أفكار البرامج التي عرضوها علي في المحطة، لذلك وجدت أنني أستطيع أن أشارك في «غنيها» لأن الفكرة أعجبتني وظروف العمل ناسبتني، خصوصاً أن «سوني»، الشركة المنتجة، محترفة جداً وتجيد تقديم أعمال مميزة». وتنفي مزرعاني أن يكون هناك أي خلاف بينها وبين إدارة «أم تي في» مؤكدة أن ما تقوم به عادي جداً عند الأشخاص الذين يعملون بصفة freelancer، فهؤلاء يتبعون العروض التي تناسبهم ويمكنهم التعامل مع الجميع من دون أن يُحصروا في إطار واحد. وتعتبر ميراي أن البرنامج اليوم هو الذي يشد المشاهدين، أكثر مما تفعل المحطة، فيمكنك مثلاً أن تعرض برنامجاً قوياً على محطة ضعيفة وسيحصد نسبة مشاهدة أكثر من برنامج ضعيف على محطة قوية. «لا أؤمن بأن المحطة هي الأساس، ولكن من الطبيعي أن البرنامج القوي حين يُعرض على محطة قوية سيحظى بنجاح كبير، وهذا ما نأمل بأن نحصده في «غنيها» وأن ينال التقدير الذي يستحقه». * «المستقبل»، 17.30 بتوقيت غرينتش.