بعد غياب ميراي مزرعاني حصري عن الشاشة لنحو سنتين ونصف السنة عادت الى شاشة «ام تي في» من خلال برنامج «أهضم شي» مساء الأربعاء الفائت، فجاءت النتيجة، كما تقول، بالنسبة الى المعنيين في البرنامج، أكثر من توقعاتهم. تفاجأ بعض المشاهدين حين اكتشف أنّ برنامج «أهضم شي» ينتمي إلى قافلة برامج النِكات التي كانت شاشة «او تي في» السباقة اليها في العالم العربي، ولو كان البرنامج الجديد مطعّماً بفقرات أخرى. فهل تعتقد ميراي أنّه النوع الأنسب لعودتها بعدما انتظر الجميع أن تطل ببرنامج ألعاب؟ تجيب: «أولاً أنا أعتبر نفسي إبنة محطة «أم تي في». وأشعر أنّ مكاني فيها كان محجوزاً. أو كان مقفلاً عليه بالمفتاح وأنا وجدت المفتاح، ووجدت هذا البرنامج»! وتضيف: «إنّ برامج إخبار النِكات موضة رائجة اليوم ولا يمكن السير خارج الموضة وإلاّ اعتُبِرنا رجعيين، ولكن ذلك لم يحصرنا في مجرّد رواية النِكات بل توسّعنا لنضمّ إلى البرنامج كل أمرٍ طريف وكل خبر مضحك، كما أضفنا فقرات تضع الضيوف في مواقف مضحكة مثل فقرة «ممنوع» وفقرة «وَلا نَفَس» لأنّنا نعرف أن النِكات سيجفّ منبعها بعد فترة». يلاحظ أنّ ميراي تلعب في البرنامج دور الحَكَم ودور المُراقب اليقظ الذي يحرص على عدم السماح للضيوف بالتطرّق إلى مواضيع ساخنة أو من شأنها أن تخدش الحياء العام. تقول: «هذا كان شرطي الأساسي لتقديم البرنامج، فأنا لا يمكنني القبول بمستوى من الطرائف خارج حدود الآداب». وتضيف: «قد أغض النظر عن التلميح الذكي إلى بعض المواضيع الجريئة ولكن من دون تسميتها بشكلٍ سوقيّ». بعضهم اعتبر أنّ المغالاة في فرض «القوانين» خلال الحلقة وتنظيم الأدوار للكلام والسكوت والتحرّك أفقدا الجوّ العام شيئاً من عفويته، فتجيب ميراي أنّهم اكتشفوا ضرورة هذا الأمر خلال التجربة قبل التصوير لأنّ غياب الضوابط سبّب فوضى مزعجة خفّفت أجواء المرح. على صعيد آخر، ذهب بعض الآراء إلى اعتبار أن برنامج «أهضم شي» تأخّر في الظهور بما أنّ الطرائف استُهلكَت والضيوف استُهلِكوا فبات عليه أن يبدأ من حيث توقّف الآخرون، وهنا السؤال: هل تشعر ميراي بأنّ عليها القيام بمجهود مضاعف لتقديم جديدٍ يشدّ الانتباه؟ قبل الإجابة تطرح سؤالاً بدورها «لِمَ تظنّ أنّ إدارة المحطة اتصلت بي؟» ثمّ تجيب بنفسها على السؤالين: «أنا أتيت لأصبغ البرامج بصبغتي الخاصة، فبرامج «التوك شو» مثلاً صارت متشابهة وكذلك برامج تلفزيون الواقع وتلك التي تخرّج الفنانين... إذاً المهم ليس نوع البرنامج بل طريقة إظهاره وتقديمه». ماذا أضافت ميراي مزرعاني إلى «أهضم شي»؟ «لقد أضفت الكثير» تقول بثقة، «يكفي أن ترى الصور والمجسّمات التي تمثّلني الموزّعة في كلّ أنحاء الإستوديو، والتي تصبغ البرنامج ككل، ثمّ إنني أقدّم جلسة تشبه السهرات العائلية في البيوت فأكون على طبيعتي، بمعنى أنّه كما أتصرّف في المنزل أبدو على الشاشة بكامل عفويتي». ظنّت مقدّمة «أهضم شي» أن الحلقة الأولى من برنامجها ستمرّ مرور الكرام كما يحصل مع كل الحلقات الأولى في البرامج فإذا بها تُفاجأ بالنسبة العالية من المشاهدة التي حصدتها مع العلم أنّها كانت الحلقة التجريبية. ما الأخطاء التي وقعت فيها وستسعى في الحلقات المقبلة إلى تفاديها؟ «لا أخطاء» تعلن، «فمن غير المسموح أن أقع بأخطاء بعد أكثر من 15 عاماً في التقديم، ولكن ما سيختلف مع تقدّم الحلقات هو أنّ فريق العمل سيتآلف أكثر فأكثر مع بعضه بعضاً». وتؤكّد أنّها ستبقى كما هي لأن التغيير يعني التخلّي عن عفويتها، وعندها لن تعود هي نفسها وستفقد الميزة التي تجعلها مختلفة عن غيرها. لماذا لم تعد ميراي مزرعاني ببرنامج ألعاب لتكون في المحيط الذي عُرفت وتميّزت فيه بقوة؟ توضح أنّ المحطات لا تريد حالياً هذا النوع من البرامج باعتبار أنّه ليس الوقت المناسب له، «هناك الكثير من الأفكار المطروحة، ولكن إذا كانت الشاشات لا تريد عرضها ماذا أفعل؟ أَأُجبرهم على تقديم برنامج ألعاب؟». من هنا السؤال: هل كانت تفضّل لو كانت تقدّم برنامج ألعاب؟ «لا مشكلة لدي»، تقول، «فبرنامج «أهضم شي» ليس بعيداً من هذا النوع وهو برنامج متحرّك يمكن التغيير فيه وإضافة فقرات وحذف أخرى». موعد البرنامج تغيّر مرات وفي النهاية تم توقيته في فترة يتقاطع فيها مع برنامج من الفئة ذاتها وبرنامج اجتماعي على شاشة «أل بي سي»، ألم تكن تفضّل أن يكون توقيته مختلفاً؟ تشرح أنّ هذا الأمر يخصّ الإدارة وليس لها علاقة به، «مع العلم أنني اعتدت أن أكون في وقت الذروة مساء السبت بعد الأخبار، ولكن اليوم صارت كل أيام الأسبوع متشابهة، ولا يهمّني وقت عرضه لأني أثبت نفسي مهما كان التوقيت، حتّى لو عُرِض عند الصباح»! تظهر لدى ميراي مزرعاني حصري ثقة واضحة بالنفس، وتؤكّد أنّ لا أحد ينافسها في برامج الألعاب، وتشرح أنّ هذه الثقة اكتسبتها مع الزمن ومع الخبرة، «فأنا وقفت إلى جانب العظيم رياض شرارة الذي قال فيّ إنّه انتظر 25 عاماً ليلتقي شخصاً يتمتّع بشخصيتي، لذلك أعتقد أنّه يحق لي أن أعلن ثقتي بنفسي»، وتضيف: «هذا الإنسان كان ظاهرة، فلو استفدت منه بنسبة خمسة في المئة، لا أكثر، أكون أصبحت مقدمة لها مكانتها في هذا الوسط». أما في ما يتعلّق بعملها في إذاعة الشرق فتقول إنّها تعشق الإذاعة لأنها منبر تستطيع أن تعبّر من خلاله عن كل ما يجول في رأسها، بالإضافة إلى أنّ العمل الإذاعي يبقي الإنسان متماشياً مع كل تطوّر يحصل على مختلف الصعد سياسياً واجتماعياً وثقافياً وفنياً... ولكن يبقى للتلفزيون مكانته الخاصة في قلبها كما أنّ للإذاعة مكانة مميزة عندها.