تحت عنوان «لبنان يتذكّر»، تقدِّم ميراي مزرعاني تحية عبر قناة «أم تي في»، الى «عمالقة» الفن اللبناني من خلال استعادة محطاتهم الفنية في سهرات تلفزيونية، تستضيف رفاق الدرب وشخصيات عاصرت المكرّمين، إضافة الى فنانين من الجيل الجديد تأثروا بفن نصري شمس الدين وفيلمون وهبة وزكي نصيف وسواهم من فناني الزمن الجميل. عن هذا البرنامج تقول مزرعاني ل «الحياة»: «أحببت أن أتخصّص في تقديمه، لأنّ عدداً كبيراً من المبدعين والفنانين العظماء يرحلون ولا أحد يتذكرهم، فأردت أن أكون مَن يكرّمهم. أفتخر جداً بالأمر، لأنني أسلّط الضوء على أشخاص تركوا أثراً في عالمنا ولم يمرّوا مرور الكرام». وتشير إلى أن هذه الحلقات تشعرها بالفرح، بخاصة أنها تستقبل أشخاصاً تعرفهم عن كثب، وأجرت معهم مقابلات، لذلك تتابع بحماسة تحضير حلقات جديدة مع فريق الإعداد. وتضيف: «هذا البرنامج سيكون محطة مهمة في الأرشيف التلفزيوني، بخاصة للجيل الذي لم يعاصر هؤلاء الكبار أو لم يسمع بهم». والسؤال الذي يطرح مع تكريم اي شخصية ترحل هو: ألا يجب علينا تكريم أشخاص ما زالوا يقدّمون أنفسهم بسخاء للفن؟ ألا يمكن مثلاً أن نشاهد «لبنان يكرِّم» إلى جانب «لبنان يتذكّر»؟ تبتسم مزرعاني قائلةً إن هذه الفكرة مرّت في ذهنها وأذهان فريق العمل، «لكنني لا أستطيع أن أقول أي كلمة حول هذا الموضوع». ميراي مزرعاني التي تتوق الى الوقوف أمام الكاميرا، هل يكفيها أن تطلّ في بعض الحلقات من وقت إلى آخر؟ تجيب: «بالنسبة إلى شخص مثلي يعشق الشاشة، لا أخفي أنّ ذلك لا يكفيني، لأنني أتغذّى من الوقوف أمام الكاميرا. ولكن إذا كان عليّ أن أختار بين ظهوري في شكلٍ دائم في برنامج عادي لا تميّز فيه، وبين إطلالتي في برنامج مميّز بين الحين والآخر، سأختار الاحتمال الثاني بالتأكيد». وما رأي ميراي مزرعاني في البرامج التي تشاهدها؟ تجيب بأن عدداً لا بأس به يمر مرور الكرام، مع الإشارة إلى أنها تحب مثلاً متابعة برنامج «the voice». وترى أن معظم برامج اليوم لم يعد للمقدّم دور بارز فيه بل صار يقتصر على الربط بين الفقرات. فخلال حلقة كاملةٍ، «بالكاد يظهر المقدّم خمس دقائق، وتكون بقية المساحة على الشاشة مخصّصة لرؤية المشتركين أو لجنة التحكيم أو الجمهور». وتلفت إلى أن «معايير الأهمية لبرنامج معيّن اختلفت جداً اليوم وصارت مرتبطة أولاً بنسبة المشاهدة، فكلما ارتفعت يكون البرنامج أهم». وتجزم مزرعاني بأن المرحلة الذهبية للتلفزيون ولّت، وحلّت مكانها المرحلة التجارية». هل تمنّت لو كانت هي المقدّمة لبرامج قدمها سواها؟ تجيب بثقة: «حين أتمنّى أن أكون المقدّمة في برنامج ما، سأكون أنا مَن يقدّمه»! وهل تحنّ إلى تقديم برامج ألعاب ومنوعات أو تفضّل الانتقال إلى برامج جدية، تجيب ميراي: «برامج الألعاب لم تعد رائجة، ولا أتخيل نفسي الآن أقدم الجوائز للناس أو أفعل ما فعلته قبل 15 سنة. لا أريد أن أكرر نفسي. حين قدمت برامج الألعاب كنت سيدة المسرح وأثبت قدرتي في هذا النمط، واليوم لم يعد الأمر يستهويني، بالأحرى صرت أتوق الى نمط جديد». هل يمكن أن نشاهدها في برنامج لا نسمع فيه صوت ضحكتها المميزة؟ تجيب بجدية أن الضحكة يمكن أن ترافقها في أي برنامج لأنها تعبّر عن احدى حالات النفس البشرية، وستتمسك مزرعاني بها، لما تختزنه من «فوائد للنفس بعدما أثبتت الدراسات أن الضحك يفرغ كل الشحنات السلبية من الإنسان». وأين ترى نفسها في المرحلة المقبلة من حياتها المهنية؟ تجيب ضاحكة: «أرى نفسي أقدّم نشرة الأخبار»! ثم تفكر لبرهة يبدو أنها تخيلت نفسها خلالها في هذا الموقع فتضحك مجدداً قائلة: «هل يُعقَل؟».