تعد المملكة أهم الدول المنتجة للأسمدة، إذ يلعب الموقع الاستراتيجي للمملكة الذي يتوسط الأسواق المستوردة للأسمدة دوراً مهماً في إعطائها مركز الصدارة في قطاع الأسمدة في المنطقة، كما تتوافر فيها الخامات الأساسية اللازمة، والطاقة والكوادر والعمالة المدربة القادرة على إدارة هذه الصناعة المتقدمة. ويبلغ الاستهلاك العالمي حالياً للنيتروجين والبوتاس وسماد الفوسفات 154 مليون طن، إذ زادت نسبته من 2.5 في المئة إلى 5 المئة سنوياً منذ عام 2000، ومن المتوقع زيادة معدلات النمو واستمرار استجابتها للارتفاع العالمي في أسعار محاصيل الحبوب، وفيما يزداد الطلب العالمي على السماد خصوصاً بعد دخول أسواق قارة آسيا التي تشهد ازدهاراً إلى قائمة المستهلكين، تظل المملكة في وضع آمن، إذ يمكنها توفير السماد بكلفة منخفضة، بسبب انخفاض كلفة الطاقة وتوفير حلول المساندة والنقل. وبالنظر إلى المملكة لاعباً أساساً في سوق الأسمدة العالمية منذ 1960، تتوافر لدى المملكة ميزة تنافسية للسيطرة على الفرص الاستثمارية العالمية في تجارة السماد، نظراً للوفرة المحلية مع توافر المتطلبات اللازمة لإنتاجه، ومنها الغاز الطبيعي وحجارة الفوسفات الطبيعي والكبريت. وبالنظر إلى منتجي السماد النيتروجيني، فإن توافر الغاز الطبيعي بأسعار مخفضة بالمملكة ميزة تنافسية إيجابية، إذ إن مادة المعالجة الخام يمكن أن تسهم بنسبة 90 في المئة من إجمالي كلفة الإنتاج. كما تم التخطيط للتوسع السريع في المملكة بإنشاء مجمع الفوسفات الجديد في رأس الزور، الذي يبدأ العمل فيه بمعالجة 3.1 بليون طن من ترسبات الفوسفات. وتعدّ «سافكو» من أكبر منتجي سماد اليوريا في منطقة الخليج العربي، وتستهلك السوق المحلية حوالى 13 في المئة من مجمل الإنتاج، فيما يصدر حوالى 87 في المئة إلى الأسواق العالمية، وتفوق الطاقة الإنتاجية لمصانع سافكو (الدمام - الجبيل) 2.6 مليون طن سنوياً، مما جعلها من الشركات العالمية الرائدة في صناعة اليوريا، ويمتاز هذا السماد عن غيره من المصادر الأخرى بأنه أعلاها تركيزاً (46 في المئة) وأقلها كلفة بالنسبة إلى ارتفاع التركيز وما يترتب عليه من انخفاض في أسعار النقل والتخزين، ما يجعله أكثر الأسمدة النيتروجينية تداولاً في التجارة العالمية، ويعد سماد اليوريا المصدر الأفضل نظراً لذوبانه السريع في مياه الري وبالتالي إمكان استخدامه ضمن شبكات الري، وتنتج «سابك» نوعين من اليوريا (العادية - المحببة) وهما يشتركان في معظم الصفات المذكورة السابقة. ويستخدم سماد اليوريا للحبوب (القمح والشعير والذرة)، وللأعلاف كالبرسيم والذرة الرفيعة، وللخضراوات (البطاطس والبصل)، إضافة إلى استعمال اليوريا بنوعيها سماداً فإنها تدخل أيضاً في صناعة الميلامين، علاوة على استخدامها في رفع القيمة الغذائية لأعلاف الحيوانات، وفي صناعة الراتنجات (الفورمالدهيد) التي تدخل في صناعة الخشب الحبيبي والفورميكا، علاوة على دخول اليوريا في العديد من الصناعات المهمة الأخرى. فيما تُعد الأمونيا من أهم المواد الكيماوية الأساسية في إنتاج الأسمدة النتروجينية. إذ تحتوي على 82 في المئة نيتروجين و18 في المئة هيدروجين، وهي في حالها الطبيعة غاز عديم اللون ذو رائحة نفاذة، كما تخزن وتستورد في حال سائلة في خزانات خاصة تصمم لهذا الغرض. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصانع سافكو (الدمام - الجبيل) 2.3 مليون طن سنوياً، ما جعل «سافكو» من الشركات العالمية الرائدة في صناعة الأمونيا. يتم استخدام معظم إنتاج الأمونيا في إنتاج اليوريا، أما بالنسبة للإنتاج الفائض منها فإنه يصدر للأسواق العالمية وكمية قليلة منه تباع في السوق المحلية، وتستخدم مادة خاماً وسيطة لإنتاج اليوريا والأسمدة المركبة والأسمدة الفوسفاتية والسماد السائل والميلامين وفي صناعة الأسمدة النيتروجينية ودباغة الجلود وصناعة النسيج والأصباغ وفي مصافي النفط وصناعة الورق والمنظفات والمعادن والتبريد.