اختتم الرئيس الفنزويلي بالوكالة نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة إنريكه كابريلس حملتيهما لانتخابات الرئاسة المقررة غداً، بتكرار الأول تعهده متابعة «الثورة البوليفارية» التي أطلقها الرئيس الراحل هوغو تشافيز، فيما يسعى خصمه الى اشتراكية ديموقراطية على النمط البرازيلي. وتوفي تشافيز إثر إصابته بالسرطان في 5 آذار (مارس) الماضي، بعدما دام حكمه 14 سنة. وكان تشافيز هزم كابريلس، حاكم ولاية ميراندا، في انتخابات الرئاسة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إذ نال 55 في المئة من الأصوات، في مقابل 44 في المئة لخصمه. مادورو (50 سنة)، الذي تمنحه استطلاعات رأي تقدماً بعشر نقاط، كان سائق باص وزعيماً نقابياً، ثم اختاره تشافيز وزيراً للخارجية عام 2006 ونائباً للرئيس عام 2012، قبل أن يعتبره خليفته ويسلّمه الرئاسة بالوكالة. أما كابريلس (40 سنة)، فهو محام كان من أصغر النواب الفنزويليين سناً، ومدعوم بخبرة سياسية قوية أثبتها بتوحيد المعارضة المتميّزة بانقساماتها سابقاً. وينتمي كابريلس الى عائلة ثرية، لكنه يحرص على تصوير نفسه بوصفه شخصاً عادياً، إذ يزور أحياءً فقيرة على دراجة نارية ويضع على رأسه قبعة لاعب «بيسبول». وتركّزت الانتخابات على «إرث» تشافيز، الذي تعهد مادورو الحفاظ عليه، في بلد يحوي أضخم احتياط نفطي في العالم، لكن ذلك لم يمنع أن يعاني حوالى ثلث السكان (29 مليوناً) فقراً، على رغم أن «المهمات البوليفارية»، أي البرامج الاجتماعية الممولة من الثروة النفطية، أخرجت ملايين الفنزويليين من دائرة الفقر. لكن معدل الجريمة في فنزويلا هو الأضخم في أميركا اللاتينية، وتعاني أضخم تضخم في المنطقة (21 في المئة) ونقصاً في المواد الغذائية وانقطاعات متكررة في التيار الكهربائي. كابريلس الذي ينادي بالاشتراكية الديموقراطية على النمط البرازيلي، وباقتصاد السوق، يتعهد الامتناع عن إلغاء «المهمات البوليفارية»، لكنه يؤكد انه سيقطع إمداد النفط عن كوبا، متهماً مادورو ومعسكره بخيانة تركة تشافيز، من خلال جمع أموال وتأييد أجوف لفكر الرئيس الراحل. وفي ختام حملته الانتخابية، وقف مادورو الى جانب النجم السابق لكرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، الصديق الشخصي لتشافيز، وبالكاد حبس دموعه أمام عشرات الآلاف من الأشخاص، لدى عرض تسجيل فيديو للرئيس الراحل. وهتف مادورو: «سأكون بمثابة الأب والرئيس والرئيس بالوكالة عن الفقراء. أريد أن أكون عند حسن ظن القائد (تشافيز)، وعلى قدر المسؤولية التي أوكلني إياها». وسأل أنصاره، في إشارة الى كابريلس: «هل تريدون فوز بورجوازي فاسد أم عامل ابن لتشافيز ووطني وثوري؟ القرار لكم». أما كابريلس فحض أنصاره على عدم تصديق «أكاذيب» خصمه، خصوصاً حديثه عن «مؤامرات اليمين الفاشي» و «البورجوازية» المتحالفة مع «الإمبريالية الأميركية». وسخر من اتهام مادورو واشنطن بمحاولة اغتياله، معتبراً ذلك تكراراً لثقافة الخوف التي أشاعها تشافيز.