بعد ساعات على انتهاء مراسم جنازة الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز الذي توفي الثلثاء الماضي بعد صراع مع مرض السرطان، أدى نائبه نيكولاس مادورو، امام الجمعية الوطنية، قسم اليمين رئيساً موقتاً للبلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يحدد الدستور موعدها خلال فترة شهر من شغور منصب الرئيس. وقال مادورو (50 سنة)، في حضور رئيس الجمعية الوطنية نائب زعيم الحزب الاشتراكي الحاكم ديوسدادو كابيلو، وسفراء معتمدين في كراكاس ومسؤولين سياسيين ونقابيين وعسكريين فنزويليين: «اقسم باسم الولاء المطلق للقائد هوغو تشافيز اننا سنحترم وسنفرض احترام الدستور البوليفاري». ورغم ان تشافيز اختار مادورو لخلافته، قاطعت المعارضة البرلمانية مراسم اداء قسم اليمين، معتبرة توليه منصب الرئيس الموقت بدلاً من رئيس الجمعية الوطنية «تزويراً للدستور». وصرح انريكه كابريلس الذي خسر السباق الرئاسي امام تشافيز في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي ويتوقع ان ينافس مادورو في الانتخابات المقبلة: «نيكولاس، لم ينتخبك احد رئيساً والناس لم يصوتوا لك». وحين كان مادورو يتحدث في البرلمان قرع بعض سكان الاحياء الثرية الأواني في تقليد للتعبير عن الاحتجاج. وبعد ادائه قسم اليمين تعهد مادورو وعيناه مغرورقتان بالدموع بمواصلة «ثورة تشافيز». وقال بصوت متهدج: «اعتذر عن هذه الدموع، ولكن الرئاسة حق لقائدنا»، وهتف المجلس «يا تشافيز نقسم بأن نعطي صوتنا لمادورو». وقبل مغادرته كراكاس للعلاج في كوبا، طالب تشافيز الفنزويليين بانتخاب مادورو رئيساً في حال اضطر الى مغادرة السلطة، مؤكداً انه «ثوري بالكامل، وأحد القادة الشباب الذين يتمتعون بأفضل الكفاءات لقيادة البلاد بيد حازمة ورؤية وقلب رجل من الشعب موهوب مع الناس ويحظى بتقدير دولي». وبات المسؤول المنتمي الى الجناح المعتدل في تيار تشافيز مألوفاً في اللقاءات الدولية، منذ ان حل مرات بدلاً من الرئيس المريض في اجتماعات قمة مختلفة. ويركز محللون على نبرة المصالحة التي يعتمدها مادورو، وقدرته الواسعة على التفاوض والتأثير في مختلف توجهات تيار تشافيز. وقال المحلل السياسي ريكاردو سوكري: «لا يثير ضجيجاً، ويبدو انه مستعد للحوار. كما انه خيار الزعيمين الكوبيين فيديل وراوول كاسترو»، حليفي الرئيس تشافيز. وشددت المؤرخة مرغريتا لوبيز مايا على اهمية «اخلاص افضل ناطق دولي باسم تشافيز وتبنيه خطابه بالكامل ضد الامبريالية، ودعمه للانظمة المثيرة للجدل مثل ايران وليبيا وسورية». الانتخابات ودعا مادورو الى انتخابات فورية، بموجب الاحكام الدستورية والقانونية والمادة 233 من الدستور، وقال: «طالبت رسمياً رئيسة المجلس الوطني للانتخابات بالدعوة الى انتخابات رئاسية. وفي اليوم المحدد سنكون جاهزين لتنظيمها، ونحن واثقون من انفسنا ومن الديموقراطية الفنزويلية». ولاحقاً، أدى مادورو قسم اليمين امام نعش تشافيز في الاكاديمية العسكرية، وقال «سنكون مخلصين لمثله السياسية، وسنقضي عمرنا في بناء وطن مستقل». كما ادى خورخي اريزا، صهر تشافيز، قسم اليمين نائباً للرئيس امام مادورو. ورجحت استطلاعات الرأي كسب مادورو، سائق الباص الذي تحول الى زعيم نقابي قبل ان يشغل منصبي وزير الخارجية ثم نائب الرئيس، الانتخابات بسهولة، مستفيداً من المشاعر الجياشة التي تفجرت بعد وفاة تشافيز والذي تعهد السير على نهجه، على صعيد استخدام الثروة النفطية لفنزويلا من اجل تمويل الانفاق الاجتماعي الباهظ. وقضت المحكمة العليا بأن مادورو لا يحتاج الى التنحي لتنفيذ حملة انتخابية، لكن خصومه نددوا بالقرار ووصفوه بأنه «احتيال على الدستور».