زار رئيس الوزراء المالي بالوكالة ديانغو سيسوكو للمرة الأولى مدينة غاو (شمال شرق)، بعد ثلاثة أشهر من بداية التدخل الفرنسي لدحر المقاتلين الإسلاميين المتحالفين مع تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» من شمال البلاد، ومنعهم من التقدم إلى العاصمة باماكو. وأشاد سيسوكو الذي استقبله مسؤولون مدنيون وعسكريون، بينهم ضباط فرنسيون، بتدخل باريس في مالي لطرد الإسلاميين، وقال: «أمتنا مدينة لكم إلى الأبد»، مشجعاً الجيش الفرنسي على «الاستمرار في هذا الدرب، والبقاء في مالي، وذلك بعد أيام على بدء هذا الجيش عملية سحب قواته التي تضم 4 آلاف عنصر. وأنجز الجنود الفرنسيون وحلفاؤهم في الجيش المالي والقوة الأفريقية مهمة طرد قسم من المقاتلين الإسلاميين من الشمال الذي احتلوه لفترة تسعة شهور. لكن جيوب مقاومة لا تزال ناشطة، خصوصاً في منطقة غاو، كبرى مدن شمال البلاد، والتي تبعد مسافة 1200 كيلومتر من باماكو. وباشر ألف جندي فرنسي منذ الأحد الماضي عملية واسعة لمطاردة مقاتلين إسلاميين في وادي شمال مدينة غاو، في وقت تتواصل عملية المصالحة بين مختلف المجموعات الاتنية في مالي، استعداداً لتنظيم انتخابات عامة في تموز (يوليو). وعيّن مرسوم وقعه الرئيس بالوكالة ديونكوندا تراوري أول من أمس الأعضاء الثلاثين في لجنة الحوار والمصالحة، وبينهم ثلاثة من الطوارق وخمسة من العرب يمثلون جاليتيهما اللتين تتهمان بدعم الإسلاميين. واختار أكبر حزب سياسي «التحالف من أجل الديموقراطية» (اديما) درامان ديمبيلي، المقرب من الرئيس تراوري، مرشحه للانتخابات الرئاسية، علماً أنه كان اعتقل مع آخرين لأسابيع بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيس حمادو توماني توري في نيسان (أبريل) 2012، وتسبب في سقوط الشمال في أيدي الإسلاميين. وما زالت تساؤلات تطرح حول إمكان تنظيم الانتخابات خلال مهلة قصيرة، بسبب استمرار انعدام الاستقرار في الشمال، وعدم عودة حوالى 400 ألف نازح هربوا من الحرب، إلى ديارهم. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من أمس، أنها تحتاج إلى 33 مليون يورو إضافي لمساعدة مئات آلاف الأشخاص في مالي.