غداة تنفيذ أول هجوم انتحاري في مدينة غاو شمال مالي، تبنته «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» بعد أقل من شهر على بدء التدخل العسكري الفرنسي الذي استعاد مدن شمال البلاد من سيطرة المسلحين الإسلاميين، أوقف جنود ماليون في غاو شابين ارتديا حزامين ناسفين. وفي العاصمة باماكو، عاد الهدوء بعد مواجهات بين جنود من وحدات النخبة، «القبعات الحمر»، الموالية للرئيس المخلوع في انقلاب 22 آذار (مارس) 2012 أمادو توماني تواري، وآخرين من وحدات تشارك في معارك الشمال. وندد الرئيس الموقت ديونكوندا تراوري ب «تبادل النار الأخوي» بين هؤلاء الجنود، مجدداً النداء إلى «الوحدة المقدسة التي لا بدّ منها بعد استعادة الشمال». وأوضح أن رئيس الوزراء ديانغو سيسيكو سيستقبل غداً الاثنين مندوبي «القبعات الحمر» لإيجاد حل «نهائي» للأزمة. وأوقف الشابان، وأحدهما عربي والثاني من الطوارق، على مسافة 20 كيلومتراً من شمال غاو التي سارع جنود وشرطيون ماليون إلى تعزيز مواقعهم عند مداخلها، بعد الاعتداء الانتحاري أول من أمس. ووضعت أكياس رمل حول مراكز المراقبة وقطعت الأشجار لتحسين الرؤية وجهزت رشاشات ثقيلة، فيما كثف جنود نيجيريون الدوريات، ما يترجم تعامل الجنود مع التهديدات بشن هجمات جديدة. وكانت «حركة التوحيد والجهاد» أعلنت الخميس أنها تعتبر المنطقة «منطقة نزاع جديدة»، مهددة بمهاجمة قوافل وزرع ألغام وتدريب انتحاريين. ورداً على كشف السفيرة الأميركية السابقة لدى مالي، فيكي هادلستون، أن فرنسا ودولاً أخرى أوروبية دفعت خلال السنوات الأخيرة ملايين من الدولارات لإطلاق رهائن في الساحل الأفريقي، أكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن واشنطن تشاطر هادلستون مخاوفها «لذا نواصل تشجيع شركائنا وحلفائنا في المجتمع الدولي على رفض أي تعاون مع عمليات الخطف، وانتهاج سياسة عدم التهاون معها». وتابعت: «في حال العكس، ما نفعله فقط هو تعبئة صناديق الإرهابيين بأموال»، من دون تأكيد المبالغ المدفوعة والتي قدرتها هادلستون بنحو 89 مليون دولار، ولا البلدان الأوروبية التي تحدثت عنها. على صعيد آخر، أرسلت السعودية طائرتي شحن تحملان 200 طن من المعونات الغذائية إلى مالي التي يشتكي سكانها في الشمال من عدم دخول بضائع وسلع غذائية من الجزائر وموريتانيا، بسبب المواجهات المسلحة.