فجر انتحاري حزامه الناسف ليل السبت الاحد قرب حاجز عسكري عند احد مداخل مدينة تمبكتو شمال مالي ما ادى الى مقتله وذلك بعيد مقتل جنديين آخرين في انفجار لغم ارضي لدى مرور آليتهما العسكرية في منطقة غاو (شمال). وقال ضابط في الجيش المالي ان جنديا جرح في الهجوم الانتحاري. واوضح هذا الضابط الذي طلب عدم كشف هويته، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان «جهاديا انتحاريا فجر حزامه الناسف بعدما حاول عبثا اقتحام حاجز للجيش المالي عند المدخل الغربي لتمبكتو». واضاف ان الانتحاري «قتل في الحال واصيب جندي مالي بجروح». ورفض المصدر الادلاء باي تفاصيل بشأن ما اذا كان الانتحاري راجلا او على متن دراجة نارية او سيارة، مكتفيا بالقول «كان جهاديا، هذا كل ما يمكنني قوله حتى الان. مخططه فشل». واكد عدد من سكان تمبكتو عبر الهاتف انهم سمعوا دوي انفجار قوي من جهة المدخل الغربي للمدينة ليل السبت الاحد، اعقبته اعيرة نارية غزيرة. وقال احد السكان «الجميع مختبئون في منازلهم. ما من مدني في الخارج، نحن خائفون». اعلن الجيش المالي الاربعاء مقتل 63 من جنوده ونحو 600 مقاتل اسلامي منذ بداية التدخل العسكري الفرنسي في 11 يناير لاستعادة شمال مالي من الجماعات الاسلامية المسلحة الموالية للقاعدة التي كانت تحتله. وهو ثاني تفجير انتحاري تشهده في غضون اقل من عشرة ايام هذه المدينة الواقعة على بعد 900 كلم من العاصمة باماكو. ففي 21 مارس قتل عشرة مسلحين اسلاميين وجندي مالي اثناء محاولة مسلحين اسلاميين اقتحام تمبكتو في هجوم بدأ بهجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة فجرها سائقها قرب مطار المدينة. وكان ذلك اول اعتداء انتحاري تشهده تمبكتو منذ تحررت مع بقية المدن الكبرى في شمال مالي في نهاية يناير من سيطرة مجموعات اسلامية مسلحة بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، في عملية عسكرية واسعة النطاق قادها الجيش الفرنسي. ومنذ تحرير تمبكتو بدا الوضع هادئا فيها خلافا لمنطقة غاو (شمال شرق) التي شهدت اعتداءات انتحارية وهجمات. من جهة أخرى قتل جنديان ماليان في انفجار لغم ارضي لدى مرور آليتهما العسكرية في منطقة غاو في شمال البلاد، كما افاد ضابط في الجيش المالي. وقال الضابط طالبا عدم ذكر اسمه ان «لغما زرعه اسلاميون انفجر السبت لدى مرور آلية للجيش المالي بين انسونغو وميناكا، ما اسفر عن مقتل جنديين في الحال». ولم يذكر اي تفاصيل اضافية عما اذا كانت الالية تقل جنودا اخرين او اذا كان الانفجار اسفر عن جرحى. وتقع مدينة انسونغو على بعد 90 كلم جنوب شرق غاو، في حين تقع ميناكا الى الشرق منها على بعد 270 كلم من غاو، كبرى مدن الشمال. واعلن الجيش المالي الاربعاء مقتل 63 من جنوده ونحو 600 مقاتل اسلامي منذ بداية التدخل العسكري الفرنسي في 11 يناير لاستعادة شمال مالي من الجماعات الاسلامية المسلحة الموالية للقاعدة التي كانت تحتله. وادى تدخل فرنسا التي ارسلت اربعة الاف جندي لدعم الجيش المالي، الى استعادة مدن الشمال لكن المقاتلين الاسلاميين ما زالوا يقاومون في اقصى شمال شرق البلاد بجبال ايفوقاس ومنطقة غاو. سياسيا، وفي باماكو عين رئيس مالي بالوكالة السبت وزيرا ودبلوماسيا سابقا على رأس لجنة جديدة مهمتها تشجيع المصالحة في هذا البلد الواقع في غرب افريقيا ويشهد اضطرابات. وعين ديونكوندا تراوري امس محمد صالح سوكونا رئيسا للجنة الحوار والمصالحة التي انشئت مؤخرا. وكان سوكونا شغل منصب وزير القوات المسلحة من 1997 الى 2000. وقد اصبح سفير بلاده في بوركينا فاسو والنيجر من 2000 الى 2003 ثم في فرنسا حتى 2010. ويوصف سوكونا بانه رجل صارم وتصالحي. وعين نائبا لرئيس اللجنة هما توري اومو تراوري التي تترأس تحالفا لمنظمات نسائية يحمل اسم تنسيقية الجمعيات والمنظمات غير الحكومية النسائية في مالي، وميتي اغ محمد ريسا الذي ينتمي الى الطوارق وضابط في الجمارك. ويتحدر اغ محمد ريسا من بلدة اغيلهوك في منطقة كيدال (اقصى شمال شرق البلاد) التي تضم جبال ايفوقاس حيث تتركز عمليات الجيشين الفرنسي والتشادي لمطاردة الجهاديين الذين تحصنوا فيها. وكانت الحكومة المالية ذكرت عند الاعلان عن انشاء هذه اللجنة انها ستضم ثلاثين «مفوضا» الى جانب الرئيس ونائبيه. وقال مصدر قريب من مكتب الرئيس لوكالة فرانس برس ان اسماء اعضاء اللجنة الآخرين ستنشر الاسبوع المقبل. واوضحت الحكومة ان مهمة هذه اللجنة هي «السعي الى مصالحة بين كل المجموعات المالية عبر الحوار». كما ستكلف هذه اللجنة «احصاء القوى السياسية والاجتماعية المعنية بعملية الحوار والمصالحة» في هذا البلد الذي مزقته هجمات على الجيش بين يناير و مارس 2012 ثم سيطرة مجموعات مسلحة بينها متمردون طوارق واسلاميون على الشمال. وطرد الاسلاميون بعد ذلك حلفاءهم الطوارق من هذه المنطقة. واتهمت عدة منظمات للدفاع عن حقوق الانسان القوات المتمردة من شمال مالي والعسكريين الماليين بارتكاب انتهاكات عديدة.