نفذ وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة غير معلنة لأفغانستان أمس، وسط علاقات يشوبها التوتر بين البلدين، خصوصاً بعد انتقاد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أخيراً الوجود العسكري الأميركي في البلاد. وأبلغ مسؤول أميركي صحافيين أن «كيري سيؤكد التزام الولاياتالمتحدة الدائم بأفغانستان، وأنه سيستمر بعد الفترة الانتقالية» التي تنتهي بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول نهاية 2014، وتسليم القوات الحكومية مسؤوليات الأمن. وقبل ساعات من وصول كيري، عُولج احد أسباب الخلافات الكبرى بين واشنطنوكابول مع تسليم القوات الأميركية السلطات الأفغانية مسؤولية إدارة سجن بغرام. وكان كارزاي جعل مسألة إدارة المعتقل شمال كابول، جزءاً من حملته لاستعادة مراكز نفوذ من الأميركيين، قبل انسحاب القوات الأجنبية القتالية العام المقبل. وطالما أبدت الولاياتالمتحدة قلقها من أن يؤدي تسليم بغرام بالكامل إلى القوات الأفغانية الضعيفة والمعرضة لفساد، إلى خروج معتقلين من حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» إلى ارض المعركة مجدداً. لكن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل اتفق مع كارزاي في اتصال هاتفي اجراه معه السبت الماضي على اجراء مراسم التسليم أمس. وقال الجنرال جوزف دانفورد، قائد قوات التحالف الدولي في أفغانستان في بيان: «هذه المراسم تشير إلى تزايد ثقة أفغانستان وقدراتها وتعزز سيادتها». ووقع دانفورد ووزير الدفاع بسم الله محمدي على اتفاق «يضمن توفير السلطات معاملة قانونية وإنسانية للمعتقلين، ونيتها حماية الشعب وقوات التحالف». وكانت عملية نقل السلطات بالكامل مرتقبة في 9 الشهر الجاري، لكنها أرجئت في اللحظة الأخيرة بعد تصريح كارزاي بأنه يحتمل الإفراج عن «معتقلين أبرياء» داخل السجن الخاضع للسيطرة الأميركية. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، سلمت الولاياتالمتحدةكابول مسؤولية اكثر من 3 آلاف معتقل في بغرام، الذي عرف باسم «غوانتانامو الأفغاني»، لأن عدداً من معتقليه محتجزون من دون محاكمة أو توجيه تهم اليهم. لكن الأميركيين واصلوا حراسة 50 أجنبياً لم يشملهم الاتفاق، اضافة إلى مئات من الأفغان اعتقلوا منذ توقيع اتفاق نقل المسؤولية في آذار (مارس) 2012. وأغضب ذلك كارزاي وأكبر هيئة إسلامية في أفغانستان التي حذرت من أن الجيش الأميركي بدأ ينظر إليه باعتباره «قوة احتلال». وقالت كيت كلارك من شبكة محللي أفغانستان: «يبدو الأمر كأنه انتصار لكارزاي، لأنه حصل على ما يريد. كان بغرام عقبة كبيرة أمام لائحة طويلة من المسائل الأخرى المطلوب معالجتها، والوقت مسألة جوهرية». والأسبوع الماضي، كسب كارزاي اتفاقاً محدوداً يقضي بتولي قوات بلاده مسؤولية منطقة في ولاية وردك، تمثل جبهة رئيسية لإرسال متمردين يقاتلون القوات الأجنبية، وذلك بعدما اتهم الأميركيين بتشكيل ميليشيات ارتكبت انتهاكات في الولاية. ميدانياً، خطف مسلحو «طالبان» 10 جنود أفغان وطبيب في ولاية باداخستان (شمال شرق)، وذلك بعد اسابيع قليلة على خطف الحركة أكثر من 20 عنصراً أمنياً افغانياً قتلوا 16 منهم لاحقاً. وقتِل مدنيان وجرح 6 آخرون في انفجار عبوة ناسفة زرعت إلى جانب طريق في منطقة خواجة سابزبوش بولاية فرياب (شمال). الى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية مقتل 12 من مسلحي «طالبان» في عمليات مشتركة نفذتها القوات الحكومية والأجنبية خلال الساعات ال24 الأخيرة في ولايات قندوز وزابول واروزجان وخوست وباكتيا.