حذر الرئيس الأفغاني حميد كارزاي نظيره الأميركي باراك أوباما من عدم توقيع الاتفاق الأمني المشترك بين بلديهما، إذا لم تنهِ عملية نقل سلطة سجن قاعدة بغرام العسكرية إلى كابول، والتي كان يفترض أن تنفذ في 10 أيلول (سبتمبر) الماضي. ونشر موقع الرئاسة الأفغانية فحوى رسالة بعثها كارزاي إلى أوباما أخيراً، وناقشها الاجتماع الدوري الذي عقده مجلس الأمن القومي الأفغاني برئاسة كارزاي أول من أمس، وأفادت بأن «الشعب الأفغاني يعتبر السجون والمعتقلات التي يديرها الأجانب على أرضهم انتهاكاً لسيادة بلادهم». «لذا يرون أن سيادتهم تنتهك ولن يسمحوا لحكومتهم بتوقيع الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة». وفيما ناقش المجتمعون التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الدفاع البريطاني فيليب هانموند في شأن رفض بلاده نقل سجناء اعتقلتهم قواتها في أفغانستان إلى كابول «خشية تعرضهم لمعاملة سيئة»، كلّف كارزاي مجلس الأمن الوطني ومديرية الأمن القومي التحقيق في إدارة بريطانيين معتقلات ووجود مواطنين أفغان فيها، والحرص على نقل سلطة هذه المعتقلات، في حال وجودها، إلى الحكومة الأفغانية. وكان كارزاي اتهم واشنطن في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بانتهاك اتفاق الشراكة الاستراتيجية الموقع في 9 آذار (مارس) الماضي، بسبب مماطلتها في منح بلاده السلطة الكاملة على سجن بغرام. وهو كرر خلال لقائه قوات المساعدة الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأميركي جون ألن والسفير الأميركي في كابول جيمس كانينغهام، دعوته إلى تسليم إدارة السجن إلى حكومته خلال المهلة المتفق عليها بين الطرفين، محذراً من أن أي تأخير قد يقوض السيادة الأفغانية. وأنشأت الولاياتالمتحدة سجن بغرام قبل نحو 10 سنوات، ويشكل تسليمه أحد شروط كابول لتوقيع اتفاق شراكة استراتيجية طويلة المدى مع الولاياتالمتحدة، باشر الطرفان محادثاته في 15 تشرين الثاني، والتي تهدف أيضاً إلى تحديد مهمات القوات الأميركية التي ستبقى في البلاد بعد انسحاب معظم قوات الحلف الأطلسي (ناتو) القتالية بحلول نهاية 2014، وحجمها. ميدانياً، قتل 5 أشخاص بينهم جنديان أفغانيان وجرح 8 أشخاص في انفجار دراجة نارية مفخخة لدى مرور آلية للجيش في ولاية أروزجان (جنوب)، فيما أعلن الجيش سقوط 8 مسلحين من حركة «طالبان» في عمليتين نفذهما بالتعاون مع قوات «الأطلسي» في ولايتي فارياب (شمال) وزابول (جنوب). في المقابل، قال الناطق باسم «طالبان» قارئ يوسف أحمدي إن مسلحي الحركة قتلوا 8 رجال أمن في أروزجان ودمّروا آليتين. وفي باكستان، قضى شرطيان وجرح اثنان آخران في انفجار عبوة ناسفة قرب مركز للشرطة في منطقة بادابير بمدينة بيشاور التي تشهد حوادث أمن متكررة وأعمال عنف تحمل إسلام آباد متشددي «طالبان» مسؤوليتها. وفي كراتشي (جنوب)، سقط 6 أشخاص بينهم زعيم محلي في أعمال عنف متفرقة. وأفادت وسائل إعلام بأن رئيس جمعية «العلوم المفيدة» في المدينة الملا إسماعيل قتل، بعدما أمطر مسلحون مجهولون سيارة استقلها بالرصاص. وصعّد مقتل إسماعيل التوتر في المدينة التي تشهد أعمال عنف ذات طابع سياسي يتخللها ارتكاب جرائم قتل مستهدفة، إذ ألقى محتجون غاضبون حجارة وأحرقوا سيارات. إلى ذلك، عثر على جثتين قرب مسجد في ساحة آل آصف، فيما قتل شخص في منطقة كورانغي وشخصان في منطقة أورنغي، عرّفا بأنهما ناشطان سياسيان.