أكد قائد قوات حلف شمال الاطلسي (ناتو) في افغانستان الجنرال جوزف دانفورد ان تسليم آخر دفعة من المعتقلين لدى الاميركيين الى السلطات الافغانية الذي تأخر اصلاً، لن يتم اذا كان هؤلاء يشكلون تهديداً للقوات الدولية. ويشكل تسليم آخر مجموعة من المعتقلين في سجن بغرام (شمال كابول) موضوع خلاف بين الرئيس الافغاني حميد كارزاي وقوات التحالف. وألغيت مراسم نقل السيطرة الكاملة على سجن بغرام من القوات الاميركية الى السلطات الافغانية، السبت، بسبب خلاف حول المعتقلين. وكان الرئيس الافغاني أعلن عن هذه المراسم، مؤكداً انها تمثل تتويجاً ناجحاً لسنوات من العمل لتقرير مصير المشتبه بهم الذين تعتقلهم السلطات الاميركية. وألغيت المراسم في اليوم ذاته الذي قتل فيه انتحاري تسعة اشخاص امام وزارة الدفاع وسط كابول خلال زيارة وزير الدفاع الاميركي الجديد تشاك هاغل الى العاصمة الافغانية. وقال ناطق باسم القوات الدولية بقيادة الحلف الاطلسي في بيان: «نعتزم المضي في عملية الانتقال فور توصلنا الى اتفاق كامل». وصرح الجنرال دانفورد بأن «هناك خلافاً في الرأي على الارجح. بالتأكيد ليس لدينا اي معتقل في المنشأة (بغرام) لا يستحق ان يكون في هذا المكان». وأضاف لمجموعة من الصحافيين مساء السبت ان «عملية التسليم لن تتم اذا كان هناك تهديد للقوة» الدولية، موضحاً انه «اذا كان هناك اشخاص يجب ان يبقوا معتقلين فعلينا التأكد من انهم معتقلون» فعلاً. وأثارت تصريحات دانفورد غضب كارزاي الذي طالب بوضع سجن بغرام (50 كلم شمال كابول) المثير للجدل تحت سلطة الافغان خلال ايام. وقال مكتب كارزاي في بيان ان «الرئيس شدد على ان كل الجهود يجب ان تبذل للتأكد من القيام بعملية التسليم هذا الاسبوع ومن ان افغانستان تملك السيادة الكاملة» على السجن. وكانت الولاياتالمتحدة نقلت الى السلطات الافغانية في ايلول (سبتمبر) الماضي، مسؤولية اكثر من ثلاثة آلاف معتقل في سجن بغرام. لكن الاميركيين احتفظوا بخمسين معتقلاً اجنبياً لا يشملهم الاتفاق وبمئات الافغان الذين اعتقلوا منذ توقيع اتفاق نقل هذه المسؤولية في آذار (مارس) 2012. وجعلت كابول من تسليم السجن شرطاً لتوقيع اتفاق طويل الامد وآخر حول حصانة قانونية، يسمح للولايات المتحدة بإبقاء قوات في البلاد بعد انسحاب الوحدات القتالية العام المقبل. ويخشى المسؤولون الاميركيون من ان يعود معتقلون يتم الافراج عنهم، الى ساحة القتال كما يتخوفون من ان تكون الحكومة تقوم بإطلاق سراح معتقلين يشتبه بأنهم ناشطون لتشجيع حركة «طالبان» على فتح مفاوضات. وقال كارزاي هذا الاسبوع انه سيأمر بعد نقل مسؤولية المعتقلين الى السلطات الافغانية، بالإفراج عن الأبرياء منهم مع انه يتوقع ان يواجه انتقادات لهذا الاجراء. وعلى رغم وجود القوات الدولية التي بلغ قوامها في اقصى حدود انتشارها في البلاد اكثر من 130 الف جندي اجنبي منذ 11 سنة، ما زال التمرد بقيادة «طالبان» مستمراً. وينتشر في افغانستان حالياً حوالى 66 الف جندي اميركي الى جانب 37 الف عسكري من التحالف الدولي و352 الف شرطي وعسكري افغاني. وسيغادر اكثر من نصف الجنود الاميركيين (34 الف رجل) افغانستان من الآن وحتى شباط (فبراير) 2014. ويقوم هاغل الذي وصل مساء الجمعة الى كابول بأول زيارة له الى الخارج منذ توليه مهام منصبه قبل تسعة ايام. وهي اول زيارة لوزير دفاع اميركي الى افغانستان منذ أعلن الرئيس باراك اوباما ان نصف القوات الاميركية سينسحب من هذا البلد بحلول شباط 2014. طلاب الجامعات على صعيد آخر، اتهمت حكومة كارزاي القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة، بإساءة معاملة طلاب الجامعات واعتقالهم، وحضتها على التوقف عن مثل هذه التصرفات. وأتت هذه المطالب خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي لأفغانستان. وقال مجلس الوزراء الأفغاني في بيان: «نطلب من قيادة قوات الائتلاف الدولي التوقف عن مثل هذه التصرفات التي تنتهك السيادة الوطنية لأفغانستان».