تعهد ميشال دجوتوديا، زعيم متمردي «حركة سيليكا» الذين استولوا على بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى وأطاحوا الرئيس فرنسوا بوزيزي أول من امس، بقاء حكومة شكلت تنفيذاً لاتفاق وقِع لاقتسام السلطة في ليبرفيل، عاصمة الغابون، في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي، فيما علق مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي عضوية أفريقيا الوسطى، وفرض عقوبات على سبعة قادة في «سيليكا» بينهم دجوتوديا الذي اعلن نفسه رئيساً. وبعدما طالبت الولاياتالمتحدةوفرنسا وتشاد بالتزام تطبيق اتفاق تقاسم السلطة، قال دجوتوديا لإذاعة «فرنسا الدولية: «سنبقى دائماً في روحية ليبرفيل»، الذي أدى إلى تشكيل حكومة انتقالية برئاسة نيكولاس تيانغايا، احد ابرز معارضي بوزيزي، ضمت متمردين ومعارضين مدنيين وموالين للرئيس المخلوع بوزيزي. وأضاف: «سيبقى تيانغايا في منصبه، وسيجري تعديلاً وزارياً طفيفاً على حكومته التي ستنظم انتخابات حرة وشفافة خلال ثلاث سنوات». وأعلن أريك ماسي، الناطق باسم متمردي «سيليكا»، أن الهدوء ساد بانغي امس، رغم مواصلة المتمردين محاولة احتواء تفشي أعمال النهب منذ سقوط بوزيزي الذي يحكم البلاد منذ عشر سنوات. وبرر متمردو «سيليكا»، وهو ائتلاف يضم 5 جماعات متمردة، أطاحتهم بوزيزي الذي أعلنت الرئاسة الكاميرونية انه موجود في أراضيها ويبحث عن دولة أخرى للجوء إليها، بانتهاكه اتفاق ليبرفيل عبر عدم اتخاذ خطوات لدمج مقاتليهم في الجيش. وهم بدأوا القتال الخميس الماضي وتقدموا بسرعة للاستيلاء على العاصمة التي فشلت قوة جنوب أفريقية تضم 400 جندي في الدفاع عنها، وتكبدت وفق رئيسها جاكوب زوما 13 قتيلاً و27 جريحاً على الأقل. واعتبر عدد قتلى القوات الجنوب الأفريقية الأكبر في صفوفها منذ العام 1994، لكن زوما اكد انه «لن يؤثر في رغبة بريتوريا في أن تصبح قوة إقليمية». وزاد: «دافعت قواتنا عن قاعدتها لمدة تسع ساعات وألحقت إصابات بالمتمردين الذي طلبوا وقف النار»، موضحاً أن بلاده لم تتخذ أي قرار في شأن سحب قواتها من أفريقيا الوسطى. وفيما أرسلت فرنسا التي تنشر 250 جندياً في أفريقيا الوسطى 300 جندي إضافي لضمان أمن مواطنيها ومنشآتها الديبلوماسية، اعلن وزير خارجيتها لوران فابيوس أن لا ضرورة لإجلاء الرعايا الفرنسيين البالغ عددهم 1250، معظمهم في العاصمة. ولا ينظر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الانتفاضة على بوزيزي بالبعد الاستراتيجي ذاته الذي دفعه لاتخاذ قرار شن حملة عسكرية في مالي بدءاً من كانون الثاني (يناير) لطرد متمردين إسلاميين تربطهم صلات بتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ويؤكد خبراء وجود إحباط متنام من طريقة بوزيزي «غير الحاسمة» في الحكم، فيما تعتبر حدود أفريقيا الوسطى مضطربة منذ سنوات، إذ لا تحظى بحماية ويعبرها بحرّية مسلحون من تشاد والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية لمهاجمة قرى وسرقة حيوانات والانضمام إلى عصابات محلية. وفي نيويورك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ب «الاستيلاء غير الدستوري على السلطة في أفريقيا الوسطى، وطالب بإعادة النظام الدستوري، مبدياً قلقه من أنباء عن «ارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان، وعمليات نهب شملت مقر مبنى المنظمة الدولية».