حملت حقيبتها وغادرت معترضة على قرارات رئيس نادي جدة الأدبي عبدالله السلمي وعدم اهتمامه برغبات الأعضاء، وفكرة التدشين التجريبي للصالون النسائي وسواه من المناشط، وقالت لمياء باعشن: «اعترض على فكرة التدشين التجريبي لكل منشط، وأطالب التصويت عليه إما بالقبول أو الرفض، ليكون دور الجمعية العمومية فاعلاً، وإلا ما الفائدة منها»، وهو ما لم يمنحه السلمي الكثير من الاهتمام، ما جعل باعشن تغادر القاعة، وتساءل أعضاء الجمعية العمومية في النادي عن دورهم الحقيقي فيه، وهل هم السلطة التشريعية في النادي أم لا؟! وبخاصة بعد أن يتم التصويت على برنامج أو إلغائه، لتكون المفاجأة بعد ذلك مخالفة لما تم الاتفاق عليه من دون الرجوع إليهم، إما لتدخل مجلس الإدارة أو جهات أخرى من خارج النادي. وطالب الأعضاء بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة قضايا مهمة أخرى، لم يُمنح الأعضاء حق التصويت عليها إما بالقبول أو الرفض، ومرّ عليها رئيس مجلس إدارة النادي مروراً سريعاً، ليختم الاجتماع الثاني الذي عقد مساء الثلاثاء الماضي، ولم يتمكن الأعضاء من طرحها بعد إغلاق الجلسة، ومنها جدول برامج النادي للأشهر المقبلة، وإقصاء أعضاء الجمعية من التفاعل والمشاركة فيه، وإيجاد جماعات النادي واختيار رؤساء تحرير المطبوعات - جذور ونوافذ وعبقر وعلامات - الذين اختيروا من دون الرجوع إلى الجمعية وفحص مكافآت الموظفين ودخل استثمارات النادي العقارية التي بلغت قرابة 2 مليون ريال في حضور المحاسب القانوني للنادي بنفسه، ليعرض الموازنة بدلاً من مجلس الإدارة، وإرسالها إلى الأعضاء قبل الاجتماع، وقال عضو الجمعية العمومية الدكتور زيد الفضيل: «إننا في مرحلة أخذ الحقوق، وليس الانتخاب، إذ لدينا اعتراضات على كثير مما طرحه رئيس النادي الدكتور عبدالله السلمي، ولم يعطنا وقتاً كافياً لمناقشة ما عرضه أو تغيره». في حين، أكد الإعلامي فهد الشريف: «أن الجمعية لها الحق في محاسبة أداء مجلس الإدارة، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة تتعلق به من حضور وانصراف ومكافآت ومراجعة جدول النادي والموازنة ومعرفة المبالغ الكبيرة في الضيافة والنثريات التي صرفها النادي، وكيفية استحداث المناشط والبرامج وبخاصة في هذا النادي العريق، وإلا ما فائدة وجودنا». فيما قال الأديب عبدالله فراج الشريف كان على مجلس إدارة النادي إرسال كل ما يتعلق بالاجتماع من برامج وكشف الموازنة وسواها إلى الأعضاء قبل الحضور، ليتمكنوا من مناقشة ذلك وفهمه على الأقل، حتى لا يضيع وقت الاجتماع بلا تأكيد برامج أو مناقشة آلية المناشط». وأكد الدكتور محمد خضر عريف: «أنه لا يجب إقصاء أعضاء الجمعية، وعدم مشاركتهم في برنامج النادي، وأخبارهم بكل ما تنوي الإدارة القيام به، ليتفاعلوا ويشاركوا في الأنشطة كافة، لأننا لم نر في برنامج النادي الأسماء المشاركة، ولا الضيوف المقترحين للبرامج». وأوضح السلمي، قائلاً: «نحاول جاهدين إشراك أعضاء الجمعية العمومية في البرامج والمناشط كافة، إلا أننا ملزمين في ذات الوقت بإشراك من هم خارج الجمعية أيضاً»، وأضاف: «للجمعية الحق في تقديم طلب بعقد جلسة استثنائية، ونرفعه إلى الوزارة ومناقشة أي موضوع تود الجمعية طرحه أو معرفته، فمجلس الإدارة هو أساس من الجمعية العمومية، ولسنا إلا في موقع التنفيذ». وعقدت الجمعية العمومية اجتماعها في حضور 103 من الأعضاء ومندوب وزارة الثقافة والإعلام أحمد الزهراني، وقدّم خلالها رئيس النادي ما تم إنجازه في الفترة السابقة وموازنة النادي، وجدول البرامج المزمع إقامتها في الأشهر المقبلة، والجماعات التي تم اختيارها - جماعة تراث ومنتدى عبقر وجماعة حوار والحلقة النقدية - والفعاليات والمشاريع المنبرية والتفاعلية. وحول موازنة النادي قال السلمي: «إننا نتحرك وفق الزمان والمكان، ومنحتنا الوزارة 30 في المئة للتصرف في موازنة النادي خلال عام، وتقنين التصرف في مكرمة خادم الحرمين الشريفين التي بلغت 10 ملايين ريال، موضحاً أن عدد العاملين في النادي 12 شخصاً ما بين موظف ومتعاون، ونحن مقيدون في بعض الأمور من صرف المال عند دعوة ضيف مثلاً، وتذاكر السفر ومكافئات المطبوعات وغير ذلك، مؤكداً أن أسرة الشربتلي تكفلت بصيانة المبنى، لأنه يحتاج إلى مبالغ ضخمة». وعن الدعوات التي تصل إلى النادي والمشاركات الداخلية والخارجية، قال السلمي: «نحاول التنويع في الاختيار، وفي النشاط الأخير الذي أقيم في محايل عسير لم يشارك إلا عضو واحد من مجلس الإدارة، والبقية كانوا من الجمعية العمومية، ونحرص على أن يشارك الجميع في الدعوات التي تصل إلى النادي خارج جدة، لافتاً إلى أن ملتقى قراءة النص سيقام في شهر أبريل القادم، وتحديداً في 23/4/2013، ونتمنى أن يشارك فيه عدد من أعضاء الجمعية العمومية. يذكر أن عدداً من أعضاء الجمعية لم يجددوا اشتراكهم في العضوية، لأسباب تتعلق في معظمها بتهميشهم وعدم إشراكهم في مناشط النادي، وهو ما علّق عليه رئيس النادي بالقول: «تواصلنا مع الجميع، وطلبنا من الأعضاء تقديم اقتراحاتهم لجدول النادي في شهر شعبان الماضي، واستخدمنا وسائط الاتصال لتفاعلهم مع النادي وأنشطته، والبعض شاركنا، والبعض الآخر صمت».