ليست في أياديهم حيلة أخرى غير أنهم يلعقون الصبر ويبتهلون بالدعاء، آملين أن تنفرج كربة عوزهم على يد مسؤولين أو محسنين تتضاعف أياديهم البيضاء بالعطاء في شهر رمضان الكريم في حين تتقلص بقية أشهر العام على حد قول بعضهم. داخل بيوت شعبية أشبه بالجحور تعلوها أسقف بعضها مغطى بلوائح من «الشينكو» وأخرى مسقوفة بشيء من الخشب والسعف، لا تتأخر مياه الأمطار في التسرب من خلالها، وتحويل منازلهم إلى برك من الماء، وفي ظل تدلي الأسلاك الكهربائية المكشوفة، فإن حياتهم في خطر. يقطن عدد كبير من الأسر شرق محافظة الخرج من دون دخل أو مورد مالي يؤمن لهم عيشهم وكسوة شتاء صغارهم ويحميهم من ذل السؤال. وتشتكي الأرملة أم محمد: «توفي زوجي قبل أكثر من 11 عاماً، وترك في ذمتي ثمانية أفراد، ست بنات وولدان، أما معاشه التقاعدي البالغ 1700 ريال، فلا يغطي حاجاتهم ومتطلباتهم في ظل غلاء أسعار المواد الاستهلاكية، وتكفلي بسداد فواتير الكهرباء». وتوضح: «على رغم سعيي الدائم إلى شراء المستلزمات الضرورية لأبنائي، إلا أن ديون البقالة تراكمت حتى وصلت إلى ستة آلاف ريال حصيلة بضعة أشهر، بعدها رفض صاحبها تزويدنا بما نحتاجه، ليظل أفراد أسرتي يتجرعون الفقر والجوع والحرمان معاً». ولم تتجاوز طلبات أم محمد توفير الضروريات، «لا أطلب أكثر من توفير سخانات وترميم دورات المياه المتهالكة وفرن وتسديد دين البقالة وكسوة شتاء لبناتي وتأمين مؤونة بصفة مستمرة». وعن أصعب الظروف والمواقف التي مرت بها أم محمد تقول: «بعد طلاق ابنتي من زوجها، عمدت إلى أخذها من بيت زوجها وجمع أغراضها وحاجياتها وعند وصولي إلى منزلي، صعقت لطرد صاحب المنزل لأبنائي بسبب عدم سداد إيجار المنزل المتراكم الذي يبلغ 700 ريال شهرياً، ما دفعني إلى كسر باب المنزل وإدخال أبنائي رغماً عنه، خوفاً من تشردهم وتشتت حالهم». وتتابع: «بعد ذلك عمد صاحب المنزل إلى إحضار بلاغات متعددة من الجهات الأمنية تطالبني بالخروج من المنزل، لولا الله ثم تدخل فاعل خير تكفل بدفع الإيجار لاحقاً ثم اشتراه باسمنا».