لا شيء يزيد الحياة قسوة على الإنسان من أن يكون جريحا ينزف ولا يجد من يلملم جراحه حين ينهمر الدمع غزيرا في أعماق النفس ولا رادع يمنعه أو يرده إلى مكمنه، ما أشد قسوة الأيام علينا! تجرحنا، تدمينا، تتركنا نموت حزينين. نقلت الحياة أسرة "أم علي وأبناءها الستة إلى أقسى مراحل الحزن والأسى وأبعدتهم كل البعد عن الحياة الكريمة حيث أراد الله -عز وجل- لها أن تتنفس الألم وتقبع تحت سطوة الفقر الذي أطبق عليهم من كل حدب وصوب لتعيش حياة مؤلمة جعلتها لا تتوقف عن البكاء ليل نهار لترسم على وجنتها المجعدة فصولا من الألم المرير ..أم علي خمسينية مطلقة تروي لنا أحوالها التي تعيش فيها بكل ألم وحسرة فتقول:" لقد تخلى عني زوجي منذ أربع سنوات وتركني وحيدة لأحمل على عاتقي مسؤولية كبيرة في الاعتناء بأبنائي الستة الذين لم يعد لهم في هذه الحياة غيري بعد الله في توفير المعيشة المناسبة لهم من أكل وشرب وكسوة. وتضيف:" لقد عشت أياما عصيبة خلال الأعوام الماضية بعد طلاقي من زوجي والذي لم يترك لنا شيئا نعتمد عليه في حياتنا المعيشية بعده فقد سافر خارج المنطقة التي نعيش فيها ولم يعد يذكرنا وكأن لم يكن له زوجة وأبناء في الدنيا، لم أعد أعرف ماذا أعمل فصاحب العمارة يهددني بالطرد وتقديم شكوى لدى الجهات المختصة بعد أن تأخرت في سداد الإيجار ولم يمهلني إلا أسبوعا واحدا لإخلاء المنزل معيشة صعبة وتقول أم علي:" لا أستطيع أن أنام من هم يصاحبني ليل نهار ألا وهو الطرد من المنزل الذي أعيش فيه مع أولادي وذلك بسبب عدم تمكني من دفع قيمة الإيجار المتأخر علي من شهر ذي الحجة والبالغ 12500 ريال حيث كنت أسكن في شقة متهالكة تماماً لا يتوقف الماء عن النزول على جدرانها بشكل دائم فقمت بالاتصال على جمعية البر بالدمام والتي قامت بإرسال مندوبة للتأكد من وضعي المعيشي ولما رأت ما آلت إليه أحوالنا أمرتني فورا أن أترك هذه الشقة المتهالكة وأن أبحث عن منزل آخر وسوف تقوم الجمعية بسداد كامل المبلغ ولكن لم أعلم أنني سوف أكون مهددة بالطرد من هذا المنزل بعد أن تأخرت الجمعية في سداد قيمة الإيجار المستحق عن الستة أشهر القادمة بسبب ظروف لا أعلم عنها، تهديد بالطرد وتذكر:" لم أعد أعرف ماذا أعمل فصاحب العمارة يهددني بالطرد وتقديم شكوى لدى الجهات المختصة بعد أن تأخرت في سداد الإيجار ولم يمهلني إلا أسبوعا واحدا لإخلاء المنزل، فأنا لا أتقاضى من الضمان الاجتماعي سوى 2000 ريال شهرياً يذهب منها حوالي 750 ريالا لبنك التسليف وذلك عندما اقترضت منه سلفة سابقاً لتسديد إيجار الشقة الماضية وشراء سيارة صغيرة لكي استطيع إيصال أبنائي إلى المدرسة لمواصلة دراستهم وإحضار متطلباتنا اليومية ، علما بأن المبلغ المتبقي لا يكاد أن يقوم بتوفير ابسط الاحتياجات اليومية ناهيك عن تسديد قيمة فاتورة الكهرباء بشكل شهري. قائمة المديونية وتتابع أم علي:" لقد عجزت وتعبت وذقت الأمرّين لأني كذلك أعول ابني وأسرته الذي يعيش معنا بعد أن فصل من وظيفته العسكرية و لم يعد يستطيع الآن الحصول على أي وظيفة بسبب وجود اسمه في قائمة المديونية في نظام الأحوال لتحمله دفع تكاليف سيارة ليموزين قام بشرائها لوالده والذي لم يقم بتسديد قسط واحد على الأقل بل تحمل ابني دفع كامل قيمتها لكفالته والده. عين الرحمة وقد ناشدت "أم علي" وأسرتها ولاة الأمر وأهل الخير ورجال الأعمال في هذا البلد الطيب أن ينظروا بعين الرحمة والشفقة إلى أسرتها المكلومة وأن يسعوا في توفير مبلغ الإيجار بأسرع وقت ممكن لحمايتنا من التشرد والضياع وأشارت إلى أن الأسرة بكاملها تنتظر وقفة أهل الخير والمحسنين لتنفيس كربتها.