كشف رئيس إدارة البحوث والاستشارات في جامعة نايف للعلوم الأمنية العميد ركن الدكتور هاشم الزهراني، أن هناك أشخاصاً «استفادوا من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، ومن ثم عادوا إلى الانخراط في التنظيمات الإرهابية، وأن تلك التنظيمات لديها تكتيكات تحت مسمى (تراجعات تكتيكية)»، مشيراً إلى أن التنظيم في المملكة قادم من الخارج، وقال: «لديهم أشخاص يمتلكون فكر التراجع وهو فكر تكتيكي، كما حصل في الفترة الأخيرة». وأكد الزهراني في ورقة عمل قدمها في ختام مؤتمر «أثر الإرهاب على التنمية الاجتماعية» المنعقد في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أمس، أن 98 في المئة من الذين خرجوا من المملكة إلى أفغانستان، ومن ثم عادوا إلى المملكة «اعتدلوا وأصبحوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي». وشدد الأكاديمي الزهراني على مواجهة المستفيدين من مركز المناصحة، مشكلة انتقادهم من المجتمع المحيط بهم بأنهم «مقبوض عليهم»، وأن مثل هذه الانتقادات قد تدفع هؤلاء المستفيدين إلى «الانتكاسة» والعودة إلى ما كانوا عليه في السابق. وأشار إلى أن التقنية خدمت الجانبين في بداية العمليات الإرهابية، إذ استفاد منها الإرهابيون داخل المملكة بشكل «كبير»، كما استفادت الأجهزة الأمنية منها لتتبعهم، مؤكداً أن العمليات الإرهابية التي تعرضت لها الأراضي السعودية لا تتجاوز ال34 عملية، خلاف ما ذكره الباحث الأردني ذياب البدانية بأن عددها 59 عملية أول من أمس. وقال رئيس إدارة البحوث والاستشارات في جامعة نايف «الإرهاب» إنه يتغطى بستار «الدين»، وأن المملكة أدركت أن الإرهاب فكر «متطرف» في الدين، وهو خروج عن الضوابط الاجتماعية وليس من الإسلام، وأن أفعالها واعتناق فكرها «متبرئ» منه، مؤكداً أن المملكة من منطلق موقعها الإسلامي والجغرافي تعمل بكل الطرق والأشكال لمكافحة الإرهاب. وأضاف: «ليس هناك تعريف محدد للإرهاب، ومن المتوقع أنه لن يكون هناك تعريف له، لأن كل دولة تعرف الإرهاب بحسب معلوماتها ومصالحها، والمملكة حريصة على أن يكون تعاملها مع العمليات الإرهابية تعاملاً حازماً، وأنه في المرحلة الأولى كانت العملية الإرهابية تستخدم أسلوب المفاجأة، واتجهت السعودية إلى المواجهات الأمنية المكثفة عن طريق تتبع الشبكات الإرهابية، من خلال المخزون الجيد من المعلومات لديها، وتوحيد الأجهزة الأمنية، وأن المجتمع السعودي رافض لظاهرة الإرهاب بشكل قوي، وشهد رقم البلاغ 990 بلاغاً من المواطنين، والمعلومات التي تأتي من المواطنين تكون بشكل سري تام، وهذا الرقم الكبير يثبت تعاون المجتمع الكبير للقضاء على الإرهاب».