يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي يقوم بزيارة إلى باريس تركز على التعاون لكن قد تكون أيضاً فرصة لمحاولة تغيير الموقف الروسي في شأن الملف السوري الذي يشكل نقطة خلاف كبير. وتندرج الزيارة في إطار منتدى حكومي فرنسي روسي يرأسه رئيسا وزراء البلدين حول المبادلات الاقتصادية والثقافية، على ما أفادت باريس. وأضافت أنه لا يتوقع التطرق إلى سورية إلا في قصر الاليزيه حيث سيلتقي مدفيديف الرئيس فرنسوا هولاند غداً في الساعة 14,00 تغ. وأكد السفير الروسي في فرنسا ألكسندر أورلوف «أنه ملف لدينا بلا شك في شأنه بعض الاختلافات مع فرنسا، لكن في الوقت نفسه هناك نقاط مشتركة، إن روسيا على غرار فرنسا تريد حلاً سياسياً، والاختلاف يخص الوسائل». واعتبر السفير إجمالاً أن بين فرنساوروسيا هناك علاقة «حب بإيجابياتها وسلبياتها». وأسفر النزاع في سورية بعد عشرين شهراً عن سقوط أكثر من أربعين ألف قتيل بينما يرفض الروس والصينيون، خلافاً للغربيين في مجلس الأمن الدولي، فرض عقوبات على حليفهم نظام بشار الأسد. وأوضح أورلوف أن «هناك اختلاف كبير، إن الغربيين يقولون إنه لا بد من البدء برحيل بشار الأسد بينما نقول نحن إنه يجب الانتهاء من هناك»، مؤكداً أن الغربيين يفكرون على الأمد القصير من دون تقييم خطر أن تتحول سورية إلى دولة «سلفية». وأقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نهاية تشرين الأول (أكتوبر) «أننا نختلف حول تقييم وجود الأسد في هيئة حكومة موقتة». وأثارت فكرة تحدثت عنها باريس مؤخراً تدعو إلى تزويد المعارضة السورية «بأسلحة دفاعية»، غضب الروس الذين ردوا بالقول إنها «انتهاك فاضح» للقانون الدولي. كذلك أعربت موسكو خلال الأيام الأخيرة عن قلقها من نشر الحلف الأطلسي صواريخ دفاعية من طراز باتريوت في تركيا بناء على طلب أنقرة، واعتبرت موسكو أن ذلك قد يتسبب في نشوب «نزاع مسلح خطير» بينما اعتبرت باريس أن «ليس لديها أي مبرر» لمعارضته. وتأمل فرنسا في أن يكون ديمتري مدفيديف متحدثاً أكثر ليونة من الرئيس فلاديمير بوتين إذ إن رئيس الوزراء اتخذ مواقف أكثر ليبرالية وقريبة من أوروبا عندما كان رئيساً السنة الماضية، وأبدى موقفاً أكثر تسامحاً خلال التدخل العسكري الفرنسي البريطاني في ليبيا. ويرجح أن يشارك في المنتدى الحكومي السنوي الفرنسي الروسي الذي ينعقد بالتداول في موسكو وباريس وزراء روسيا للخارجية والنقل والتجارة الخارجية والزراعية الصناعة والاقتصاد. وليست الخارجية معنية مباشرة غير أن فابيوس قد يشارك على أساس فكرة «الديبلوماسية الاقتصادية» التي يدافع عنها. ويرتقب التوقيع على عدة اتفاقات تتناول خصوصاً توسيع المدرسة الثانوية الفرنسية في موسكو. وبعد بيع بارجة «ميسترال» الحربية الفرنسية في موسكو التي صنعت في سان نازير بفرنسا، يجري البلدان «مفاوضات» حول «سفن صغيرة» تكمل الصفقة الأولى على ما أفاد ألكسندر أورلوف. وستتناول المفاوضات أخيراً مسألة بناء كنيسة أرثوذكسية روسية قرب برج ايفيل بباريس، اعتبرته بلدية باريس مشروعاً قبيحاً بينما أسفرت ضغوط فرنسية مؤخراً عن سحب موسكو مشروع البناء الذي سيخضع لتعديلات.