لندن - «الحياة»، أ ف ب - أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مجلس العموم البريطاني أمس أن بريطانيا قررت الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري الجديد «ممثلاً وحيداً للشعب السوري». ورحبت المعارضة السورية فوراً بالقرار. وقال الائتلاف الجديد «إن ذلك سيشجع دولاً أوروبية أخرى أن تحذو حذو» لندن. وأوضح هيغ ان قرار الاعتراف بالائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري» اتخذ نظراً للتعهدات التي قطعها قادته خلال زيارتهم الى لندن يوم الجمعة الماضية، موضحاً انه طلب من الائتلاف تعيين ممثل له في بريطانيا. وقال: «على اساس الضمانات التي تلقيتها ومشاوراتي مع شركائي الاوروبيين (في بروكسيل أول من امس) قررت حكومة جلالة الملكة الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري للقوى السورية الثورية والمعارضة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري». وأضاف ان الائتلاف «عليه ان يبذل جهوداً كبيرة لكسب التأييد الكامل للشعب السوري وتنسيق جهود المعارضة بشكل أكثر فاعلية». وتابع هيغ انه «من المصلحة الكبرى لسورية والمنطقة وبريطانيا ان ندعمهم والا نترك مكاناً للمجموعات المتطرفة». وأضاف وزير الخارجية ان بريطانيا تعتبر الائتلاف بديلاً موثوقاً به لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال: إن بريطانيا لا تستبعد اي خطوات تتماشي مع القانون الدولي لانقاذ حياة الناس. وأكد ان الائتلاف سيحصل على مبلغ 1.6 مليون جنيه استرليني لاقامة التعاون في مجال الاتصالات والاعلام. كما اقترحت بريطانيا مساعدة الائتلاف على تأسيس هيئات سياسية وانسانية ونشر فريق سيتولى مهمات توفير الخدمات الاساسية للناس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وكان الاتحاد الاوروبي اكتفى ليلة أول من أمس خلال اجتماع وزراء الخارجية الاعتراف بالائتلاف بأنه ممثل شرعي «لتطلعات الشعب السوري»، وهذا اقل من الاعتراف به «ممثلاً» للسوريين. وقال مسؤول اوروبي تحدث إلى «الحياة» ان ذلك بسبب رغبة عدد من الدول الاوروبية النظر في كيفية تطور الائتلاف في الاسابيع المقبلة على غرار موقف عدد من الدول العربية. وأعرب عن اعتقاده ان طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سورية هو لاظهار موقفها الحازم ازاء سورية. كما قال المسؤول الاوروبي إن مسألة رفع الحظر عن السلاح إلى المعارضة السورية، التي اشار اليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس، ينبغي ان تخضع للدراسة وذلك بعدما اثيرت بعض المخاوف من دول اوروبية حذرت من الاسراع في ذلك الامر. وتريد دول اوروبية ان يبرهن الائتلاف الجديد اولاً عن نوايا جدية عبر التقارب مع مجموعات اخرى من المعارضة السورية وان يحظى تحركه بتأييد الجميع، مشيرة الى ان هذا قد يستغرق المزيد من الوقت، ولهذا رأت بعض الدول الاوروبية ان الموقف الفرنسي كان «متسرع بعض الشيء». يذكر ان الائتلاف كان قد تم تشكيله بالعاصمة القطرية الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر في مؤتمر لعدد من قوى المعارضة السورية بهدف توحيد صفوف المعارضة وزيادة فرص الحصول على المساعدات والسلاح من الخارج. وحتى الآن اعترفت بالائتلاف تركيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما اعلن الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية اعترافهما بالائتلاف «ممثلاً شرعياً لتطلعات» الشعب السوري. من ناحيتها تريد الولاياتالمتحدة ضمانات من الائتلاف تتعلق بتمثيل الاكراد في المجلس الجديد، وضمانات بحقوق الاقليات والنساء واحترام الديموقراطية وتمثيل كل المجالس المحلية على الارض قبل الاعتراف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري.