أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان تركيا تعترف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري»، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول. وجاء الموقف التركي فيما دعت بريطانيا امس المعارضة السورية الى تحديد «خطة انتقالية واضحة» وذلك في ختام اجتماع ضم وزراء ومسؤولين عسكريين بريطانيين ناقشوا الوضع «المتدهور» في سورية، فيما رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما ان يعترف بالائتلاف السوري الجديد ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري او حتى حكومة موقتة في المنفى بانتظار الاطاحة المحتملة بالنظام في دمشق. وقال أحمد داود اوغلو في اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الاسلامي في جيبوتي «نكرر اننا نعتبر الائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري». وفي مداخلته التي تم توزيع نصها على الصحافيين، دعا وزير الخارجية التركي كل الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي والمجتمع الدولي الى القيام بالمثل. واضاف: «ما تحتاج اليه الثورة السورية والشعب السوري الان هو دعم فعلي وليس رسائل تعاطف ووعودا». وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ المعارضة السورية الى تحديد «خطة انتقالية واضحة» وذلك في ختام اجتماع ضم وزراء ومسؤولين عسكريين بريطانيين ناقشوا الوضع «المتدهور» في ذلك البلد. وقال هيغ في مؤتمر صحافي في لندن: «سالتقي غدا (اليوم الجمعة) بعض المسؤولين في الائتلاف المعارض الجديد ونريد ان نبحث معهم المستقبل ... ضرورة العمل معاً واحترام حقوق الانسان وامتلاك خطة واضحة للانتقال السياسي في سورية». واضاف اثر اجتماع ترأسه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان «العمل مع المعارضة هو اولوية». وتابع هيغ: «بحثنا الوضع الخطير والمتدهور في سورية». واوردت محطة «بي بي سي» البريطانية ان وزراء وضباطا كبارا سيناقشون خصوصا امكان فرض منطقة حظر جوي وتسليم اسلحة للمعارضة السورية. واوضح هيغ انه سيتحدث الاسبوع المقبل امام مجلس العموم البريطاني لعرض «وجهة نظر (لندن) وما تنوي القيام به» حول النزاع في سورية. وينسجم الموقف البريطاني مع الموقف الفرنسي إذ اعلنت باريس انها ستطرح على الاتحاد الاوروبي مسألة رفع الحظر على ارسال «اسلحة دفاعية» الى سورية وذلك بهدف التمكن من ارسال اسلحة من هذا النوع الى مقاتلي المعارضة. في موازاة ذلك، رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما ان يعترف بالمعارضة السورية الموحدة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري او حتى حكومة موقتة في المنفى في انتظار الاطاحة المحتملة بالنظام في دمشق. وكانت الولاياتالمتحدة دفعت في الاسابيع الماضية المعارضة السورية الى توسيع صفوفها والاتحاد لتشمل اضافة الى المجلس الوطني السوري في المنفى المجموعات المقاتلة في سورية. ورحبت واشنطن بولادة «الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة» في الدوحة الاحد. وفي اول مؤتمر صحافي له منذ اعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر)، رحب اوباما ليل الاربعاء - الخميس ب «تشكيل المعارضة لمجموعة ... متنوعة وتمثيلية». الا انه حذر من ان الولاياتالمتحدة «ليست مستعدة بعد للاعتراف بها كحكومة في المنفى». وصرح اوباما: «نحن نعتبر المعارضة ممثلة شرعية لتطلعات الشعب السوري»، مشدداً بذلك على الفارق مع فرنسا وتركيا ودول مجلس التعاون الخليجي. ومن غير الواضح كيف ستستقبل واشنطن مقترح تسليح المعارضة السورية، اذ ان اوباما واضح في موقفه من رفض تزويد المعارضة بالاسلحة حتى لا تقع بين ايدي متطرفين، ويركز على تكثيف المساعدات الانسانية و»غير القتالية» مثل اجهزة الاتصالات والتدريبات وغيرها. الا ان الولاياتالمتحدة اقرت في تشرين الاول (اكتوبر) بانها تنسق مع شركائها الذين يزودون المعارضين السوريين بتجهيزات عسكرية لانها تريد التاكد من ان هذه الاسلحة تصل الى وجهتها. واضاف اوباما: «نحن نحترس وخصوصا عندما نبدأ بالحديث عن تسليح مسؤولي المعارضة لكي لا نضع اسلحة بين ايدي اناس قد يسيئون الى الاميركيين او الاسرائيليين». واثار اوباما مجدداً مخاوف الغرب ازاء وجود مقاتلين اسلاميين متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة بين المعارضة، واكد ان اجهزة استخباراته «رأت عناصر متطرفين يتسللون بين صفوف المعارضة».