دمشق، بيروت - ا ف ب، ا ب، رويترز - شهدت عدة مناطق في سورية امس، بينها العاصمة دمشق، تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد، واغلقت السلطات كل الطرق المؤدية الى العاصمة حتى مساء اليوم السبت وفرضت على احيائها وشوارعها اجراءات امنية مشددة، منعا لتجمع المتظاهرين. بينما قالت المعارضة انها تخوض عملية عسكرية في حلب اطلقت عليها «بركان الشمال»، وأكدت انها باتت تسيطر على 60 بالمئة من المدينة. وقالت وكالة «فرانس برس» ان الحواجز الامنية انتشرت عند مداخل شوارع دمشق واحيائها تدقق في اوراق الداخلين والخارجين وتفتش صناديق السيارات. ورفعت التظاهرات شعار «داريا شعلة لن تنطفيء»، تلبية لدعوة لجان التنسيق المحلية التي قالت ان اختيار هذا الشعار يأتي «تكريما لهذه المدينة التي دفعت ثمنا باهظا لما قدمته من ابنائها كشهداء ومعتقلين»، في اشارة الى المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في هذه البلدة في ريف دمشق وقتل فيها 350 شخصاً على الاقل. وعمت التظاهرات كذلك مناطق في ريف دمشق بعيد صلاة الجمعة، وبينها حرستا ودوما. كما تعرضت بلدات في المحافظة لقصف عنيف من قبل قوات النظام. وشن مسلحو المعارضة عملية عسكرية كبيرة استهدفت مراكز امنية للنظام تحيط بمدينة حلب. وقال احد الناشطين ان هذه العملية التي اطلق عليها «بركان الشمال» بدأت ليل الخميس - الجمعة واستمرت امس، وتنفذها فرقة من الجنود المنشقين متخصصة في قتال المدفعية والدبابات. واضاف ان هدف العملية هو تنسيق الهجمات ضد اهداف محددة للجيش والمخابرات في مدينة حلب وفي مختلف مناطق المحافظة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مسلحي المعارضة قتلوا وجرحوا عدداً من جنود الجيش النظامي في احد المراكز الامنية في ضاحية الزهراء في حلب. فيما قالت وكالة الانباء الرسمية «سانا» ان قوات النظام قتلت وجرحت عدداً من المسلحين في الهجمات. وقال المرصد السوري ان الاشتباكات استمرت لليوم الثالث في قاعدة ابو الظهور الجوية في ريف ادلب حيث قال «الجيش السوري الحر» انه اسقط طائرة مقاتلة من طراز «ميغ» اول امس. وقال المرصد ان مسلحي المعارضة اقتحموا منازل الضباط في القاعدة. وقال قائد محلي في حلب ان قوات المعارضة ما زالت تسيطر على اكثر من نصف مدينة حلب بعد شهر من القتال والقصف الجوي وان الجمود العسكري يصب في صالحها. وعلى صعيد الجهود السياسية تبدأ اليوم رسمياً المهمة الرسمية للممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي. وقال مصدر مطلع انه يستعد لزيارة دمشق ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال عشرة أيام. وكان السفير الروسي فيتالي تشوركين قال بعد جلسة مجلس الأمن التي عقدت ليل اول امس إن روسيا دعت الطرفين، الحكومة والمعارضة في سورية، الى وقف العنف والبدء في حوار سياسي لكن أياً من الطرفين لم يستجب للدعوة. وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلثاء اجتماعاً يخصص لمناقشة الأزمة السورية بمشاركة بان والإبراهيمي. وسيكون الاجتماع أول فرصة للممثل الخاص المشترك الجديد للتحدث بشكل رسمي في شأن مهمته وبرنامج زياراته للمنطقة ورؤيته لكيفية التوصل الى حل سياسي في سورية. وأكد ديبلوماسي دولي مطلع على عمل الإبراهيمي أنه سيزور القاهرة الأسبوع المقبل للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على أن يزور سورية ويلتقي الرئيس الأسد في دمشق قبل عودته الى نيويورك، خلال الأيام العشرة الأولى من أيلول (سبتمبر)».