ارتكبت القوات السورية أمس الأربعاء مجزرة جديدة في العاصمة دمشق وريفها، مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 شخصًا على الأقل خلال عمليات عسكرية دامية وقصف عنيف. ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بعض أحياء دمشق تترافق مع إطلاق نار وسقوط قتلى، فيما تدور اشتباكات في أحياء أخرى من العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين. في الوقت نفسه، تستمر المعارك بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين للسيطرة على مدينة حلب، فيما سقط أمس 84 قتيلاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وقال نشطاء في المعارضة السورية: إن قذائف أطلقها الجيش السوري سقطت في جنوبدمشق أمس وإن طائرات هليكوبتر أطلقت صواريخ ونيران المدافع الآلية خلال هجوم لإحكام قبضة الرئيس بشار الأسد على العاصمة. وقالوا: إن 40 شخصًا على الأقل قتلوا فيما أسموه أعنف قصف هذا الشهر. وذكرت أن مدفعية الجيش المتمركزة على جبلي قاسيون والسرايا المطلين على دمشق فتحت نيرانها على العاصمة. وذكر نشطاء أن 22 شخصًا على الأقل قتلوا في كفر سوسة إلى جانب 18 في حي نهر عائشة المجاور. وقال ناشطون من المعارضة: إن القوات السورية قتلت مصعب العودة الله الذي كان يعمل بصحيفة تشرين الحكوميَّة وهو صحفي متعاطف مع الثورة لدى مداهمتها حي نهر عائشة في دمشق أمس. وفي مدينة حلب، نفى قيادي في الجيش السوري الحر أمس ما يردده إعلام النظام السوري بشأن تحقيق القوات النظامية تقدمًا في المدينة. وكان الإعلام السوري الرسمي ذكر أن وحدات من القوات المسلحة «قامت بتطهير مناطق في حلب بالكامل وقضت على عشرات المسلحين وأن حشودًا من المدنيين في حلب خرجت إلى بعض الشوارع احتفالاً بتطهيرها من الإرهابيين الذين روعوهم. وقال القيادي أبو عمر الحلبي: «استطيع أن أؤكد أن الكتائب الثائرة تسيطر على أكثر من نصف حلب وقريبًا سيسيطرون عليها كلّها». وقرب الحدود العراقية، سيطر الجيش الحر على منشأتين أمنيتين في البوكمال على الحدود العراقية بعد أن أخلتها قوات الأسد مساء الثلاثاء مع تحقيق مقاتلي المعارضة مكاسب في المنطقة المهمة إستراتيجيًّا بعد أسبوع من القتال العنيف، حسبما ذكرت مصادر من المعارضة السورية. وقال نشطاء ومسؤول من جماعة الجيش السوري الحر المعارضة: إن قوات الأمن انسحبت من مجمعي مخابرات سلاح الطيران والأمن السياسي في البلدة. وقال أبو محمود أحد القادة العسكريين لمقاتلي المعارضة من البلدة: «ما زال للنظام مجمع للمخابرات العسكرية ومطار البوكمال. بدروه، قال مسؤول عراقي وقائد لمقاتلي المعارضة السوريين: إن القوات النظاميَّة السورية اشتبكت مع مقاتلي المعارضة أمس للسيطرة على قاعدة عسكرية ومطار قرب بلدة البوكمال. والثلاثاء، قتل 250 شخصًا منهم 171 مدنيًّا في أنحاء سوريا وأغلبهم حول دمشق وحلب ومدينة درعا في الجنوب. وعلى الصعيد السياسي، أكَّد علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي أن مهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الجديد للجامعة العربيَّة والأمم المتحدة إلى سورية، محكوم عليها بالفشل. وأبدي الدقباسي استغرابه الشديد من إعادة إنتاج مهمة سبق أن تَمَّ تكليف الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان بها وباءت بالفشل الذريع، مؤكدًا أن الجميع على يقين أن الإبراهيمي لن ينجح فيما فشل به عنان. وحمّل الدقباسي بشدة المسؤولية الكاملة عمّا يحدث في سورية، على المجتمع الدولي وبخاصة مجلس الأمن، وما تؤدي إليه من تصاعد المذابح والمجازر في حق الشعب السوري. من جهته، أكَّد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت أمس عزم بلاده على التوصل الى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، موضحًا أن فرنسا أرسلت تجهيزات غير عسكرية للحماية والاتصال إلى المعارضة السورية. وردًا على سؤال في مقابلة مع تلفزيون «بي اف بي تي في» وإذاعة مونتي كارلو عمّا إذا كان يؤمن باحتمال استقالة الأسد طبقًا لما ذكره نائب رئيس الوزراء السوري الثلاثاء، قال ايرولت: إنه «ينبغي التوصل إلى ذلك»، مضيفًا أن «الهدف هو إحلال الظروف لانتقال سياسي».