دارت أمس معارك عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والقوات الحكومية السورية في مطار الطبقة العسكري آخر معاقل النظام السوري في محافظة الرقة الخارجة عن سيطرته. (للمزيد) وقال نشطاء معارضون إنه في حال سيطر «داعش» على المطار سيحصل على أسلحة ثفيلة ودبابات وطائرات، ما يسمح لضباط سابقين لدى النظام العراقي منضوين في التنظيم باستخدام خبرتهم فيها، الأمر الذي سينقل المواجهات بين «داعش» الذي يضم 50 ألف مقاتل والقوات النظامية الى مستوى آخر. وكان التنظيم وضع نصب عينيه السيطرة على مطار الطبقة بعد سيطرته على «اللواء 93» و «الفرقة 17» في الرقة، كما تشمل قائمة أهدافه مطار دير الزور العسكري في شمال شرقي البلاد ومطار كويرس في حلب شمالاً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «استمرت الاشتباكات منذ ليل الثلثاء بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط مطار الطبقة العسكري». واندلعت المعارك قبل عشرة أيام، لكن الجولة الحالية «هي الأعنف» بحسب «المرصد». وكان المسؤول العسكري في «داعش» عمر الشيشاني قاد عملية اقتحام المطار التي بدأت بعملية انتحارية نفذت على مدخل المطار قبل بدء المواجهات التي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة كان استولى عليها التنظيم من القوات العراقية. ووفق نشطاء، تضمنت المواجهات قصفاً عنيفاً بالأسلحة من جانب الطرفين، بدأه «داعش» بعشرات الصواريخ وقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ. وقال الناشطون إن الطيران شن 26 غارة على محيط مطار الطبقة ومدينة الطبقة، إضافة إلى صواريخ أرض- أرض أطلقت من قرب دمشق. وفي حلب، قال «المرصد» إن الطيران السوري شن غارات على مناطق سيطرة «داعش» في ريف حلب، حيث تجري مواجهات بين التنظيم وفصائل إسلامية معارضة، خصوصاً على أبواب بلدة مارع معقل «لواء التوحيد» الفصيل الرئيسي في «الجبهة الإسلامية». وعلى موقع «تويتر»، عبّر مناصرون لتنظيم «الدولة الإسلامية» عن تأييدهم لمعركة مطار الطبقة، وكتب أحدهم: «ليوث الدولة يقتحمون مطار الطبقة. ليوث الدولة خرجت معلنة حرباً لا رجعة فيها وحان قطاف رؤوس النصيرية»، في إشارة إلى النظام السوري. وكتب آخر: «بعد تطهير مطار الطبقة العسكري من فلول النصيرية، ستنهي الدولة الإسلامية الوجود النصيري من الشرق السوري بالكامل ولله الحمد». إلى ذلك، قال ممثلو الادعاء في فيينا أمس، إن تسعة أشخاص اعتقلوا في النمسا للاشتباه في عزمهم الانضمام إلى المتشددين الإسلاميين في سورية. وذكرت وكالة الأنباء النمساوية أنه تم استجواب الأشخاص التسعة وتُنتظر معرفة ما إذا كان سيتخذ قرار باحتجازهم قيد التحقيق. وتشير تقديرات إلى أن نحو مئة شخص من النمسا انضموا إلى قوات «داعش» و «جبهة النصرة» في سورية.