شن الطيران السوري غارات على مناطق عدة في الرقة في شمال شرقي البلاد بعد سيطرة «الدولة الإسلامية» (داعش) على مقر «الفرقة 17» في ريف الرقة، في وقت قتل 12 شخصاً، بينهم 4 أطفال، بغارة شرق دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ارتفع إلى 12 بينهم 4 أطفال على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف قوات النظام بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض وسقوط عدة قذائف هاون على مناطق في وسط بلدة زبدين في الغوطة الشرقية»، لافتاً إلى أن الطيران الحربي شن 10 غارات على حي جوبر شرق دمشق حيث استمرت المواجهات في محاولة النظام لاستعادة السيطرة على نقاط خسرها قبل يومين. في المقابل، أفاد «المرصد» بمقتل 74 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين والعسكريين في الهجمات والمعارك بعد شن تنظيم «الدولة الإسلامية» الخميس هجمات في ريف الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) وريف حلب (شمال) على مواقع لقوات النظام. وبين القتلى 32 مقاتلاً جهادياً و30 عنصراً من قوات النظام و12 عنصراً في حزب «البعث» في الحسكة. وأقدم مقاتلو «الدولة الإسلامية» على نحر قيادي في «البعث» في الحسكة وستة عسكريين بينهم ضابط في الرقة. وتم على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت تناقل صور مرعبة لتنكيل وتشويه لحق بجثث هؤلاء. كما قتل «داعش» عدداً من كبار ضباط «الفرقة 17» أحد معاقل النظام مع مقر «اللواء 93» ومطار الطبقة في الرقة التي خرجت عن سيطرة النظام في آذار (مارس) العام الماضي. وبث نشطاء موالون ل «داعش» صوراً للمواجهات ووثائق حصل عليه من داخل مقرات النظام. وهي المواجهة الأولى بهذا الحجم بين «الدولة الإسلامية» والنظام منذ ظهور التنظيم في سورية في 2013. علماً أن التنظيم الذي أعلن أخيراً إقامة «الخلافة الإسلامية» انطلاقاً من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سورية وشرقها، كان يتهم من فصائل المعارضة المسلحة ب «التواطؤ» مع النظام. لكن مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن يشير إلى رغبة لدى التنظيم، بحسب مصادره، ب «تنظيف» المناطق التي يسيطر عليها من جيوب النظام أو فصائل المعارضة. وقال «المرصد» أمس: «نفذ الطيران الحربي غارة على منطقة قرب مدرسة عمار بن ياسر المحاذية لمبنى الهجرة والجوازات وسمع دوي انفجار في مدينة الرقة، يعتقد أنه ناجم من سقوط صاروخ من نوع سكود على منطقة في الرقة». كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الحوايج في الريف الغربي لمدينة دير الزور، في وقت تعرضت مناطق في مدينة موحسن الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية» ريف دير الزور الشرقي لقصف من قوات النظام. في حلب شمالاً، دارت اشتباكات بين «داعش» وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري المحاصر في ريف حلب الشرقي، إضافة إلى حصول مواجهات «بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة والدولة الإسلامية من جهة أخرى في محيط قريتي طعانة والمقبلة في ريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي، في وقت استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية بعدد من القذائف محلية الصنع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في البريج شرق مدينة حلب». في وسط البلاد، استمرت «الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في مورك، وأنباء عن تدمير عربة مدرعة لقوات النظام في النقطة السابعة في مورك» في ريف حماة التي كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليها. في شمال غربي البلاد، بث نشطاء معارضون فيديو أظهر مقاتلين من «الهيئة الإسلامية لإدارة المناطق المحررة في بنش في ريف ادلب ينفذون «حكم الإعدام بحق رجلين بتهمة تفجير سيارات مفخخة في مدينة بنّش ومناطق أخرى في محافظة إدلب». وأطلق المقاتلون عشرات الطلقات النارية على المتهمين، وسط تجمهر عدد كبير من المواطنين بينهم أطفال.