دارت أمس معارك عنيفة بين عناصر في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والجيش النظامي السوري الذي يحاول صد هجوم على مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل النظام في محافظة الرقة في شمال البلاد، في وقت شن الطيران السوري غارات على مناطق عدة في البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «استمرت الاشتباكات منذ ليل (أول من) أمس بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل قوات النظام في محافظة الرقة». وقال ناشطون إن الطيران شن 13 غارة على محيط مطار الطبقة ومدينة الطبقة. وقتل خمسة عناصر من «داعش» منذ الليلة الماضية. وكانت المعارك اندلعت قبل عشرة أيام، لكن الجولة الحالية «هي الأعنف» بحسب «المرصد». وتستخدم فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة. ويستخدم الجيش النظامي الطيران الحربي لقصف مواقع مقاتلي التنظيم. وكان «المرصد» قال: «ارتفع إلى 5 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في مفرق مدينة الطبقة، ومحيط مطار الطبقة العسكري، وسط قصف لقوات النظام على مناطق في مفرق مدينة الطبقة، واستمرار الاشتباكات في محيط مطار الطبقة العسكري. كما قصف الطيران الحربي مناطق في قرية الصفصاف بالقرب من الطبقة، بالتزامن فتح نيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة ذاتها، والتي شهدت حركة نزوح منذ ليل أمس وحتى فجر اليوم نتيجة للاشتباكات التي تدور في محيط مطار الطبقة العسكري». ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة في شمال وشرق سورية، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور. وكان تنظيم «الدولة» تمكن من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، «اللواء 93» و «الفرقة 17»، بعد معارك قتل فيها أكثر من مئة جندي سوري. وعمد النظام على الأثر إلى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع «الدولة الإسلامية» في الرقة ومناطق أخرى في سورية. قبل هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق في حزيران (يونيو)، كان كل من النظام السوري و»داعش» يتجنب الآخر. وتحدث خبراء عن «اتفاق ضمني غير معلن» حول ذلك. ويخوض مقاتلو المعارضة السورية المناهضون لنظام بشار الأسد معارك ضارية ضد «داعش» في مناطق عدة من سورية، ويقولون إن التنظيم من صنيعة النظام، وأنه «صادر الثورة السورية» بسبب جنوحه نحو التفرد بالسيطرة وممارساته المتطرفة من قتل وذبح وتكفير في حق كل من يعارضه. وعلى موقع «تويتر»، عبر مناصرون لتنظيم «الدولة الإسلامية» عن تأييدهم لمعركة مطار الطبقة. وكتب أحدهم: «ليوث الدولة يقتحمون مطار الطبقة. ليوث الدولة خرجت معلنة حرباً لا رجعة فيها وحان قطاف رؤوس النصيرية». وكتب آخر «بعد تطهير مطار الطبقة العسكري من فلول النصيرية، ستنهي الدولة الإسلامية الوجود النصيري من الشرق السوري بالكامل ولله الحمد». وأشار ثالث إلى أن «القتال لا يزال مشتعلاً في مطار الطبقة العسكري» منذ 12 ساعة. في شمال البلاد، نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة أخترين التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي وعلى مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشرقي الخاضعة لسيطرة التنظيم، إضافة إلى شن الطيران الحربي 3 غارات على مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، بحسب «المرصد». في دمشق، نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في مزارع مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية، في وقت «استمرت الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف آخر قرب بلدة المليحة وفي مزارع بلدة زبدين بالغوطة الشرقية وسط قصف لقوات النظام وللطيران الحربي على منطقة الاشتباكات». وشن الطيران ست غارات قرب المليحة التي كانت قوات النظام وعناصر «حزب الله» سيطرت عليها قبل أيام. في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن الطيران الحربي «شن غارة على مناطق في بلدة سراقب في ريف ادلب. كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة كفرنبل، ما أدى لاستشهاد رجل وطفلة وإصابة مواطنة على الأقل و11 رجلاً بينهم طبيب في كفرنبل». وكانت شبكة «سمارت» المعارضة أشارت إلى أن «الجيش الحر» سيطر على قرية قبيبات في ريف حماة الشرقي في وسط البلاد «بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من قوات النظام. كما تمكن الجيش الحر من أسر عدد من العناصر».