أخذت المزايدة الانتخابية في العلاقة مع إسرائيل، بعداً جديداً في سباق الرئاسة الأميركية أمس، مع إعلان حملة المرشح الجمهوري ميت رومني نيته زيارة الدولة العبرية نهاية الشهر، أملاً بحشد دعم جزء من الناخبين اليهود الأميركيين الذين صوتوا بكثافة للرئيس الديموقراطي باراك أوباما عام 2008. وأكد أحد المساعدين في حملة رومني، أن الأخير سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وربما الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، كما سيشارك في اجتماع علني واحد على الأقل، خلال الزيارة التي ستستمر يومين. وفيما لم تعطِ الحملة تفاصيل عن موعد الزيارة، يُتوقع أن تلي حضور رومني افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في لندن نهاية الشهر. وتهدف الزيارة إلى تسويق حظوظ المرشح الجمهوري بين اليهود الأميركيين والإنجيليين، بتصويره صديقاً قريباً من إسرائيل. وقال رومني الذي يركّز منذ بداية حملته على انتقاد السياسة «الضعيفة وغير الحكيمة» للرئيس الديموقراطي إزاء الشرق الأوسط، انه سينتهج سياسة «مناقضة» للتي يتبعها أوباما في المنطقة، إذا انتُخب رئيساً للولايات المتحدة. وانتقد نهج أوباما إزاء الدولة العبرية ودعوته إلى تجميد الاستيطان، كما هاجم منافسه الديموقراطي بسبب امتناعه عن زيارته إسرائيل، بوصفه رئيساً للولايات المتحدة. وقطع رومني عهداً على أنصاره، بأن إسرائيل ستكون أول دولة يزورها، إذا فاز في الانتخابات المقررة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال رومني إن زيارته الأولى «لن تكون إلى القاهرة ولا الرياض ولا أنقرة بل إلى القدس»المحتلة، في إشارة إلى زيارة أوباما تلك العواصم في بداية عهده، لكن من المقرر أيضاً أن يزور القدس. وكان أوباما زار إسرائيل، حين كان مرشحاً للانتخابات عام 2008، لكنه لم يزرها بعد ذلك. ورد البيت الأبيض على إعلان زيارة رومني، إذ قال الناطق باسم حملة أوباما، بن لابولت: «الحاكم رومني قال إنه سينفذ عكس ما فعله الرئيس أوباما، في علاقاتنا مع إسرائيل، وعليه توضيح كيفية ذلك». وتساءل: «هل يعني ذلك انه يريد التراجع عن أضخم مساعدة في التاريخ لأمن إسرائيل؟ أو انه سيتخلى عن بلدان الائتلاف التي تتعاون لمواجهة الطموحات النووية لإيران؟». وكان الناخبون اليهود الأميركيون صوتوا عام 2008 في شكل كثيف لمصلحة أوباما، إذ اقترع ثلاثة أرباعهم له (78 في المئة)، والربع الباقي لمنافسه آنذاك جون ماكين. لكن استطلاعاً للرأي أجراه معهد «غالوب» في حزيران (يونيو) الماضي، أظهر تراجعاً طفيفاً لهذا الدعم، إلى نسبة 64 في المئة، أي أكثر من ضعف نسبة ال29 في المئة من الناخبين اليهود الذين أعلنوا نيتهم التصويت لرومني.