بيروت، باريس - «الحياة»، ا ف ب - أدرجت امس، منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) كنيسة المهد في بيت لحم في الأراضي الفلسطينية كأول موقع فلسطيني على قائمة التراث العالمي، بغالبية 13 صوتاً من اصل 21، مقابل ستة أصوات معارضة وامتناع اثنين عن التصويت أثناء جلسة تصويت أعضاء «لجنة التراث» المجتمعين في مدينة سانت بيترسبرغ الروسية. وكان الجانب الفلسطيني تقدم في «إجراء عاجل» بطلب إدراج الموقع بعد حصول فلسطين على عضوية منظمة «يونيسكو» في تشرين الأول (أكتوبر) 2011. وشهد الاجتماع معارضة إسرائيلية وأميركية وألمانية وسويدية وإستونية وأثيوبية ومكسيكية. وسبقت التصويت اتصالات عربية للضغط في اتجاه التصويت لمصلحة الخطوة. وحضر عملية التصويت وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي الذي ألقى كلمة شكر فيها «كل الذين صوتوا لمصلحة فلسطين»، مؤكداً أن «فلسطين سائرة في اتجاه الدولة وستسترجع ممتلكاتها وستحافظ عليها». ولفت إلى «أن التراث الثقافي والطبيعي الفلسطيني مهددان بخطر التدمير من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، ومن سياسة الاحتلال المتبعة في بناء المستوطنات، والجدار العنصري، بالإضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة لطمس الهوية الثقافية والتاريخية، والوجود الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية، وممارسات المستوطنين الإرهابية، التي تضع التراث والإنسان الفلسطينيين تحت خطر الموت والاندثار». وكانت إسرائيل حاولت الاعتراض بتقديم تقارير ادعت فيها أن هناك «معارضة مسيحية في بيت لحم لأن تكون فلسطين حامية الموقع»، ورد الجانب الفلسطيني بتقارير مغايرة وأكد الحرص على حماية الموقع. وفي أراضي السلطة الفلسطينية، اعتبر الفلسطينيون اعتراف «يونيسكو» بكنيسة المهد موقعاً تراثياً عالمياً اعترافاً لهم بحق تقرير المصير الثقافي وحماية دولية لهذا الموقع من مشاريع التهويد والتوسع الاستيطاني. وقال مدير دائرة الأممالمتحدة في وزارة الخارجية الفلسطينية عمر عوض الله ل»الحياة»: «هذا الاعتراف يؤدي أولاً لحماية المواقع الأثرية الفلسطينية من مشاريع التهويد والتوسع الاستيطاني، وثانياً يشكل اعترافاً بحقنا في تقرير المصير الثقافي». وأضاف: «وهذا يشكل خطوة مهمة على طريق الاعتراف بحقنا في تقرير مصيرنا السياسي». ورأى «أن الطريق ستكون مفتوحة اليوم أمام الفلسطينيين للدخول في وكالات الأممالمتحدة وتقديم المزيد من المشاريع لتوفير دعم وحماية دولية للأراضي الفلسطينية». وقال الأمين العام للجنة الشعبية للثقافة والتربية والعلوم الفلسطينية إسماعيل التلاوي إن كنيسة المهد واحدة من 20 موقعاً أعدتها الجهات الفلسطينية المختصة لتقديمها إلى «يونيسكو» للاعتراف بها مواقع تراثية دولية. وأشار إلى أن مدينة أريحا وهي أقدم مدينة في التاريخ، الموقع الثاني الذي سيجري تقديمه ل»يونيسكو»، ومدينة الخليل التي فيها مسجد وقبر النبي إبراهيم ستكون الموقع الثالث. يذكر أن القدس مدرجة على قائمة التراث العالمي كموقع اردني، فيما أعلنت إسرائيل الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم «مواقع تراثية يهودية». ولا يزال الجانب الفلسطيني يستكمل ملفه في شأن الحرم الإبراهيمي لإدراجه على لائحة «يونيسكو» كموقع فلسطيني. وفي باريس اعرب السفير الاميركي لدى «يونيسكو» ديفيد كيليون عن «خيبة امل كبيرة» بعد اعلان المنظمة وقال في بيان ان «هذا الموقع مقدس بالنسبة الى كل المسيحيين وله مغزى ديني وتاريخي مهم».