أدرجت اليونيسكو صباح أمس الجمعة الثامن والعشرين من يونيو 2012، كنيسة المهد ببيت لحم، ضمن قائمة التراث العالمي في إجراء عاجل أثناء الدورة السادسة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي افتتحت في الرابع والعشرين من يونيو الجاري وستستمر في اجتماعاتها حتى السادس من يوليو المقبل، حيث تنظر اللجنة خلال هذه الدورة في إدراج ما يقرب من 36 موقعا على قائمة التراث العالمي، بعد أن كان متوقعا منذ مباشرة اللجنة عملها أن تكون هناك أولوية لدراسة المواقع التي تقدمت بها كل من الكونغو وفلسطين وقطر وتشاد. وأدرج "مهد المسيح" عليه السلام، الذي يضم أيضا طريق الحج بغالبية 13 صوتا من أصل 21، مقابل ستة أصوات معارضة وامتناع اثنين عن التصويت أثناء جلسة تصويت أعضاء لجنة التراث المجتمعين في مدينة سان بطرسبورج. وكانت فلسطين التي تشارك كعضو في المنظمة للمرة الأولى في اجتماعات لجنة التراث العالمي قد تقدمت في إجراء "عاجل" بطلب إدراج الموقع بعد حصولها على عضوية منظمة اليونيسكو في أكتوبر 2011 إثر تصويت أثار غضب الإسرائيليين والأميركيين، وجاء طلب إدراج كنيسة المهد إلى قائمة التراث كأول موقع فلسطيني يضم لهذه القائمة، ومنذ قبول الطلب بات متوقعا أنه سيكون موضوع النقاش والجدل الأساسي على جدول أعمال الدورة الحالية، بل إن الجدال حول طلب فلسطين قد بدأ قبل افتتاح الدورة بأيام حين أصدر خبراء المجلس الدولي المواقع المرشحة، رأيا غير مؤيد لضم الكنيسة معتبرين أن الفلسطينيين لم يجروا تقييما كاملا للتهديدات التي تواجه هذا الموقع. وهذا الرأي اعتبره سفير فلسطين لدى اليونسيكو إلياس صنبر، منحازا مؤكدا على أن الدول التي رفضت انضمام فلسطين للمنظمة هي التي تحاول منعها الآن من ممارسة حقوقها داخلها. فيما اعتبر أحد دبلوماسيي اليونيسكو أن هذا الملف قد بات سياسيا وأن فلسطين تدفع بالملف من أجل إثبات حق السيادة وليس من أجل الحفاظ على كنيسة المهد. غير أن هذا الجدال الذي حدث لم يؤثر على الإطلاق في قرار اللجنة حيث إن عملية التصويت تجري من خلال ممثلين لواحد وعشرين دولة واللجنة بشكل عام مستقلة ومن حقها مخالفة توصية الخبراء بحسب نتيجة التصويت. إلى ذلك أكد مسؤولون فلسطينيون أن قرار اليونيسكو إدراج كنيسة المهد على قائمة التراث العالمي "يوم تاريخي" للعدالة وانتصار للقضية الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الرئيس محمود عباس نبيل أبو ردينة "هذا اعتراف من العالم بحقوق الشعب الفلسطيني وهو انتصار لقضيتنا وعدالتها". ورأى أن "العالم أكد مرة أخرى رفضه للاحتلال وأنه يقف إلى جانب الحق والعدل والشرعية الدولية، وهذا القرار هو الوضع الطبيعي أن العالم يقف معنا ويعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وأنه يعترف بدولة فلسطين". من جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "هذا يوم تاريخي وهذا قرار تاريخي انتصر فيه العالم لصالح الشعب الفلسطيني وهو قرار تاريخي بإعادة الحق المفقود للسيد المسيح عليه السلام". واعتبر عريقات أن القرار "تصويت من العالم لصالحنا وتنبيه لخطورة استمرار الاحتلال". وأضاف المسؤول الفلسطيني "نشكر العالم على تصويته لصالح القرار وهو وقوف مع الحق والعدالة والإنسانية". ورأى "أن كل فلسطين متحف تراث عالمي وإنساني وسيأتي اليوم الذي تعود فيه إلينا كل حقوقنا لأن العالم لا يمكن أن يبقى صامتا على الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، هذا انتصار للحركة الدبلوماسية التي تهدف لإعادة فلسطين إلى الخارطة الجغرافية". وتابع "وهو خطوة أخرى في طريق طويل باتجاه اعتراف العالم بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية". وكانت إسرائيل أكدت أنه "لا اعتراض" لديها لإدراج الموقع في التراث العالمي لكنها احتجت على استخدام الإجراء العاجل معتبرة أنه "طريقة للتلميح إلى أن إسرائيل لا تحمي الموقع". على صعيد آخر أعرب السفير الأميركي لدى منظمة اليونيسكو ديفيد كيليون عن "خيبة أمل كبيرة" بعد إعلان هذه المنظمة إدراج كنيسة المهد في بيت لحم على لائحة التراث العالمي. وقال السفير الأميركي في بيان أمس، إن "هذا الموقع مقدس بالنسبة إلى كل المسيحيين، وعلى منظمة اليونيسكو ألا تكون مسيسة"، مشيرا إلى أن الإجراء الذي اتخذ صفة العاجل في التعاطي مع ملف كنيسة المهد، لا يستخدم عادة إلا للمواقع المهددة بالتدمير الوشيك.