بدأ رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ زيارة تاريخية لميانمار أمس، بإبرام البلدين 12 اتفاقاً، بينها قرض من نيودلهي قيمته 500 مليون دولار. والتقى سينغ رئيس ميانمار ثين سين، خلال زيارة هي الأولى لرئيس وزراء هندي الى ميانمار منذ ربع قرن، وحضرا توقيع الاتفاقات في مجالات بينها الأمن وتنمية المناطق الحدودية والنقل والتجارة والاستثمارات. ويرافق سينغ وفد مهم من رجال الأعمال. وشدد زعيما البلدين في بيان مشترك، على «أهمية الطاقات الكبيرة غير المستغلة لتطوير التجارة، ودعيا رجال الأعمال الى الاستفادة منها، على أمل مضاعفة المبادلات التجارية بحلول 2015». وقال رنو اغرتو من جامعة هونغ كونغ ان «الهند تحاول عدم التفريط في قطار ميانمار الذي ينفتح مجدداً على العالم». وبلغت المبادلات التجارية بين الصين وميانمار 4.4 بليون دولار عام 2010، في مقابل 1.2 بليون بين الهند وميانمار. وأفاد معهد البحوث الاقتصادية «في اي اتش اس غلوبل انساي» بأن الصين احتلت الصدارة في الاستثمارات الاجنبية في ميانمار السنة الماضية، بمبلغ 8.3 بليون دولار، فيما حلت الهند في المرتبة 13 بنحو 189 مليوناً فقط. وتشمل المشاريع الهندية في ميانمار، بناء ميناء في سيتوي شمال غربي البلاد واستثمارات في إنتاج الغاز. وبعدما كانت الهند تساند سابقاً زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي، تقرّبت من المجلس العسكري الحاكم خلال تسعينات القرن العشرين، لا سيما في مسائل الأمن والطاقة. وعام 2010، انتقدت واشنطن صمت نيودلهي إزاء انتهاكات حقوق الانسان في ميانمار، كما أن سو تشي التي أتمّت قسماً من دراساتها في الهند، حيث كانت أمها سفيرة، أبدت «حزنها» لمساندة الهند المجلس العسكري. لكن المعطيات السياسية تغيّرت، مُذ حلّ المجلس العسكري نفسه في آذار (مارس) 2011 وتولى ثين سين السلطة وانتُخبت سو تشي نائبة، والتي تلتقي سينغ اليوم.