بيروت- ا ف ب - يرى محللون ان النظام السوري سيمضي في استراتيجيته الهادفة الى اخضاع "جيوب المقاومة" واحداً بعد الآخر، ليثبت للمجتمع الدولي انه وحده يملك مفتاح حل أزمة بلاده التي دخلت عامها الثاني. ويقول الباحث في مجموعة الازمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) أن "النظام يعتقد أن المجتمع الدولي سيدرك بعد فترة انه لا يمكن اسقاطه، وان الضغط سيتراجع والعالم الخارجي سيعود الى التفاوض". ويضيف أن "ارسال موفدين مع تفويض غير واضح سيزيد من قناعته بانه على حق في ما يقوم به"، في اشارة الى مهمة الموفد الدولي الخاص الى سورية كوفي انان في نهاية الاسبوع في دمشق التي لم تسفر عن اي اتفاق بينه وبين السلطات على حل للازمة. الا ان المحللين يرون، أنه على الرغم من أن الأسد يملك القوة العسكرية اللازمة من اجل سحق معاقل المنشقين، كما حصل اخيرا في حمص (وسط) وبعدها في ادلب (شمال غرب)، فان النظام في حكم المنتهي ويقود معارك خاسرة على المدى البعيد. ويرى هارلينغ ان الأمر يشبه "لعبة يتم فيها اطفاء النار في مكان فتشتعل في مكان آخر". ويضيف "ان النظام يشن حرب استنزاف. يحتاج الى ان يبقي صورة الانتصارات العسكرية ماثلة في الاذهان، هذا مهم بالنسبة الى قاعدته، الا انه في الوقت نفسه لا يتوقع ان ينتهي الصراع سريعا". ويلعب الدعم الروسي دوراً اساسياً يصب في مصلحة الاسد. وكذلك شلل المجتمع الدولي وتشتت المعارضة السورية التي لم تنجح حتى الآن في تقديم بديل للنظام قابل للحياة. ويرى فابريس بالانش ان "الضغط الدولي على نظام الاسد تراجع بعض الشيء"، مشيراً الى وجود "رغبة بتهدئة الأمور لأنه لا يمكن القيام بشيء في ظل العرقلة الروسية". ويقول "لقد قال الروس بوضوح أن أي حل للأزمة السورية يجب أن يمر بهم". ومارست روسيا، ابرز حليف لدمشق، والصين حق النقض مرتين في مجلس الامن الدولي ضد مشروعي قرار يدينان القمع في سورية. وتسببت اعمال العنف في سورية على مدى سنة بمقتل اكثر من 8 ألاف شخص، غالبيتهم من المدنيين. ويحذر المحللون من حرب اهلية تدل كل المؤشرات على انها قادمة، في ظل توترات سنية علوية على الارض ودعوات متزايدة الى تسليح المعارضة. وقد ابدت واشنطن وباريس معارضتهما لتسليح المعارضة، بينما عبرت دول عربية مثل قطر والسعودية عن تاييدهما لهذه الخطوة. ويقول مدير مركز أبحاث الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما الاميركية جوشوا لانديس "اذا اراد السعوديون والقطريون انفاق بعض المال، يمكنهما تغيير ميزان القوى". ويضيف "لكن اذا تم تدمير النظام، فالازمة الانسانية ستزداد سوءا"، لان "ذلك لن يوقف القتلى، بل سيزيد عددهم، تماما كما حصل في العراق". ويتابع "ان من يدمر، يدفع الثمن، والجميع يعرف ذلك، لذلك، الجميع يتردد في القرار. السعودية وتركيا تدركان ان التورط قد يجعل من سورية فيتناما خاصا بهما". ويشجع الطريق المسدود على الصعيد الدبلوماسي النظام السوري على المضي في سياسته في سحق معاقل المعارضة عسكريا باي ثمن، لا سيما انه لا يزال يتمتع بدعم شعبي كاف في الداخل للقيام بذلك. وقد تمكن النظام الخميس في ذكرى اندلاع الانتفاضة من القيام بعرض قوة تمثل بتظاهرات ضخمة في عدد من المناطق دعما له وتعبيرا "عن حب سورية"، كما جاء في الدعوة التي وجهتها مجموعة موالية للنظام. ويقول هارلينغ "هناك انقسام حاد، ما يسمح للنظام بالمضي في خط التحرك ذاته". الا انه يرى ان "هذه الاستراتيجية لن تجدي في ظل العلاقة القائمة بين النظام ومواطنيه". ويضيف ان "الملايين من السوريين في الداخل باتوا يكرهون النظام... وهذا الاخير لا يفعل شيئا لتصحيح هذه العلاقة". ويؤكد ان "عدم تصحيح هذه العلاقة يساهم ايضا في تضافر الاسباب لحرب اهلية".