تجنح الأزمة في سورية إلى النزاع المسلح بين المجموعات المنشقة عن الجيش السوري، وبين النظام الذي يشدد قمعه للاحتجاجات، مما ينذر بأن تطغى هذه المواجهة الدموية على مشاهد التظاهرات السلمية، التي كانت سمة الحركة الاحتجاجية في أشهرها الأولى، بحسب ما يرى محللون. ويقول مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس "إنها بداية نزاع مسلح شامل، نحن نتجه إلى فوضى حقيقية". واتخذ هذا النزاع في بعض الأماكن مثل حمص، شكل النزاع الطائفي حيث وقعت مصادمات وعمليات قتل في الأحياء المختلطة بين السنة والعلويين. وبدأ اسم الجيش السوري الحر يظهر إلى الواجهة أخيرا كرأس حربة في التصدي لقوات النظام التي تعمل على قمع المتظاهرين. وشن الجيش الحر المكون من مجموعات وأفراد انشقوا عن القوات النظامية، هجمات نوعية وصلت إلى مقربة من العاصمة دمشق. ويرى المحللون أن الأزمة السورية لن تسلك مسار الأزمة الليبية، وعلى المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد أن يجدوا حلا بأنفسهم. ويقول لانديس "بدأت المعارضة تعي أنه ينبغي تدمير القوات النظامية من أجل كسب المعركة" مضيفا "لن يأتي أحد لنجدة السوريين، لا العرب ولا الغرب.. ولن ينزل الأميركيون بدباباتهم في سورية كما فعلوا في العراق". ويقول لانديس "الشعب السوري كان لديه الأمل في دفع الأسد إلى التنحي عن السلطة من خلال تظاهرات سلمية، وأن يتكرر ما جرى في ميدان التحرير" في العاصمة المصرية. ويضيف "لكنه يعي الآن أنه لا حل سحريا للأزمة". وترى الباحثة في الشؤون السورية انييس لوفالوا أن "النزاع المسلح يعطي النظام ذريعة للقيام بمزيد من القمع وللقول إن العنف مصدره المجموعات الإسلامية المسلحة التي تأتي من الخارج". ويقول الخبير في الشأن السوري والأستاذ المحاضر في جامعة ليون 2 فابريس بالانش "ليس مفيدا القتال في جبل الزاوية في إدلب، وحتى في حمص، التحدي الأساس هو دمشق، من يسيطر على دمشق يسيطر على كل سورية".