قال محللون ان النظام السوري لن يغير في القريب المنظور على ما يبدو سياسته في قمع الحركة الاحتجاجية بل سيدير ظهره لموجة الاستنكار الدولي والعربي. ويقول رامي خوري رئيس مركز عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الاميركية في بيروت ان «النظام السوري ابدى مقاومة شرسة للضغوط الدولية, غير ان خوري يرى في المقابل ان سوريا «تتجه الى مزيد من العزلة على الساحة الدولية في الوقت الذي تزداد الضغوط الداخلية عليها، وان نظام الرئيس بشار الاسد سيجد نفسه مضطرا للبحث عن مخرج للأزمة». ويضيف لوكالة فرانس برس «عندما يصبح النظام السوري معزولا تماما ولا يحظى بأي دعم سوى الدعم الايراني، عندها سيشعر انه في مشكلة حقيقية وسيعمل على البحث عن مخرج الا ان الوقت قد يكون حينها متأخرا». ويرى المحلل في مجموعة الازمات الدولية بيتر هارلينغ ان النظام السوري «وصل في اعمال العنف الى مستوى يجعل من الصعب على أي طرف ان يبقى صامتا حيال ما يجري». ويضيف ان «العالم بدأ يشعر باليأس من هذا النظام». ويرى المحللون ان الفرص بدأت تتضاءل أمام نظام الاسد في تصحيح مسار الامور مع ارتفاع عدد القتلى وتصميم المتظاهرين على مواصلة الاحتجاجات. ويقول هارلينغ ان «النظام يشير دائما الى وجود مؤامرة عالمية ضده، لكن في الحقيقة هناك العديد من الدول في مختلف انحاء العالم، بما فيها دول كانت معادية تاريخيا لهذا النظام، تأمل في أن تراه يتصرف بشكل مختلف يساعده على البقاء». ويضيف ان «الوضع يتجه نحو انهيار دراماتيكي، لكن من المستحيل معرفة توقيت ذلك وظروفه». ويرى مدير معهد كارنيغي لدراسات الشرق الاوسط بول سالم ان مؤيدي النظام السوري في الداخل قد ينقلبون عليه اذا واصل حملته لقمع الاحتجاجات في الاسابيع المقبلة، وقد يشكل ذلك نقطة التحول في مسار الاحداث. ويضيف ان «هناك ثلاث جماعات اساسية هي العلويون والقوات المسلحة والاجهزة الامنية وطبقة التجار في دمشق وحلب» سيكون لها دور حاسم في مسار الاحداث. ويتابع سالم «لكن لا يمكن ان نتكهن ايا منها سيكون الاول في التخلي عن النظام».