بيروت، دمشق، لندن، موسكو - «الحياة»، أ ب، ا ف ب، رويترز - ساهمت تصريحات الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية الخاجية القطري التي ادلى بها في نيويورك، بعد لقاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وتحدث فيها عن «اخطاء» في عمل المراقبين العرب في سورية، في ارتفاع حدة الجدل حول مهمتهم، فيما دعت هيئات تنسيق الثورة السورية الى تظاهرات اليوم تحت شعار «التدويل مطلبنا» في اشارة الى قناعة المعارضة السورية بفشل المبادرة العربية في وقف اعمال العنف. وذلك قبل يومين من الموعد المقرر لمناقشة مهمة المراقبين في اللجنة الوزارية العربية التي يتولى رئاستها حمد بن جاسم الذي اعلن من نيويورك ان اللجنة الوزارية ستقوّم في اجتماع الاحد كل جوانب الوضع. وقال، عن احالة الملف السوري على مجلس الامن: «حاولنا دائماً ايجاد حل لهذه الازمة في اطار الجامعة العربية، لكن هذا يتوقف على الحكومة السورية ومدى وضوحها معنا في التوصل الى حل». وصعّدت المعارضة السورية من شكوكها حيال نجاح المراقبين في المهمة التي اوكلتها اليهم الجامعة العربية. وقال رئيس «المجلس الوطني» السوري برهان غليون في تصريحات لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انه اذا كان التقرير الذي سيقدمه المراقبون «سيئاً» واذا لم يعبر عن تصور المعارضة بشأن ما يقوم به النظام ضد المدنيين «فسنطالب بسحبهم فوراً». واضاف أن المعارضة «ستتوجه إلى مجلس الأمن في حال فشل مهمة الجامعة العربية في حل الأزمة السورية». وطالب غليون بفرض منطقة آمنة لحماية المدنيين وفرض حظر جوي على مناطق محددة، مؤكداً ان «المجلس الوطني» لا يريد تدخلاً دولياً ليحل محل الثورة السورية بل ليدعم هذه الثورة». والتقى العقيد رياض الاسعد قائد «الجيش السوري الحر» مع تصريحات غليون، ودعا الجامعة العربية الى اعلان فشلها مطالبا باحالة الملف السوري على الاممالمتحدة. وقال الاسعد، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من مقر اقامته في تركيا: «نتمنى من الجامعة ان تتنحى جانبا وتضع المسؤولية على الاممالمتحدة لانها اقدر على حل الامور. نحن مع احالة الموضوع على الاممالمتحدة. وكل الشعب السوري يريد ان يتحول الملف على الاممالمتحدة». واضاف ان «الجيش الحر» سيقرر خطواته استنادا الى تقويم المراقبين، و»نتمنى ان يكونوا موضوعيين». وردت الجامعة العربية على هذا الجدل مؤكدة استمرار بعثة المراقبين في مهماتها. وقال رئيس غرفة عمليات البعثة السفير عدنان الخضير أنه لا يمكن لأحد أن يحدد مدى نجاح مهمة البعثة من عدمه في الوقت الراهن، مشدداً على أن هذه المسألة لا يفصل فيها إلا مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية. وأكد أن بعثة المراقبين مستمرة في القيام بالمهام الموكلة إليها بموجب البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية. وكان الخضير اجتمع أمس في مقر الجامعة مع عدد من المراقبين العرب الذين سيغادرون القاهرة إلى دمشق اليوم الجمعة وتحدث معهم عن المهام الاساسية التي سيقومون بها. وأعلن أنه بانضمام المراقبين الجدد سيصل إجمالي عدد المراقبين داخل سورية إلى 140 مراقبا، كما أوضح أن الوفد الذي اجتمع معه أمس يضم خمسين مراقبا من الجزائر والكويت والسعودية ومصر والعراق، إضافة إلى اثنين من المراقبين من المنظمة العربية لحقوق الإنسان، و25 مراقبا من قطر والامارات سيتوجهون إلى سورية عبر الأردن. وفي الجانب السياسي التقى الأمين العام للجامعة نبيل العربي أمس مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان الذي أكد دعم الولاياتالمتحدة لمبادرة الجامعة العربية، معلناً أن أميركا تنظر إلى ما قامت به الجامعة على أنه جيد وأن عليها مسؤولية مهمة وصعبة لإيجاد الطرق المناسبة لحل الازمة السورية. وعن دور مجلس الأمن في الأزمة السورية، قال فيلتمان ان المجلس «مهتم بهذا الموضوع وأعضاؤه يحصلون باستمرار على عرض من الأمين العام للأمم المتحدة. وكلنا بانتظار تقرير الجامعة في اجتماعها المقبل». ولاحظ «ان سورية وافقت على المبادرة واعطيت فرصة ستة أسابيع حتى توقع بروتوكول عمل المراقبين والأهم الآن هو أن يكملوا عملهم في دمشق للتأكيد أن سورية تتجاوب مع المبادرة العربية التي وافقت عليها». واعلنت الرئاسة الروسية تفاصيل اتصال هاتفي امس بين الرئيس ديمتري مدفيديف ونظيره الايراني احمدي نجاد، وتم التفاهم خلاله على ان مشاكل المنطقة بما فيها الازمة في سورية يمكن ان تحل فقط بالوسائل السياسية ومن خلال تشجيع الحوار بين الاطراف المعنية. وجاء في البيان الذي صدر عن الكرملين ان احمدي نجاد رحب بالاقترحات الروسية لتهدئة المخاوف الدولية من برنامجها النووي. ميدانياً قال ناشطون إن 30 شخصا على الاقل قتلوا أمس في سورية، معظمهم في دير الزور التي شهدت قصفا عنيفا واقتحام عدد من مناطقها. كما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات دارت فجرا قرب احد المراكز العسكرية في مدينة الصنمين في درعا بين 14 عنصرا انشقوا عن الجيش بينهم ضابط برتبة نقيب والجيش النظامي، مشيرا الى ان العناصر المنشقة تمكنت من الفرار. كما حذرت الهيئة العليا للإغاثة السورية من «كارثة انسانية» تهدد مدينة حمص، وحثت المنظمات الإنسانية على الإسراع بالتدخل لإنقاذها.