حصل ثلاثة مصريين على جائزة كفافيس الدولية، في دورتها الجديدة، هم الروائية أهداف سويف، والشاعر أمين حداد، والمترجم بشير السباعي. وتُمنح هذه الجائزة بالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية والمركز الثقافي اليوناني في القاهرة. وتزامن إعلان أسماء الفائزين بالجائزة أخيراً في حفلة أقيمت في دار أوبرا القاهرة، مع شكوى قدَّمها موظفون في إدارة الإعلام في قطاع العلاقات الثقافية الخارجية التابع لوزارة الثقافة المصرية، إلى وزير الثقافة المصري شاكر عبد الحميد، احتجاجاً على قيام القطاع بطبع مختارات من شعر قسطنطين كفافيس، من ترجمة بشير السباعي، وصفوها بأنها «تحث على الرذيلة». وقال رئيس القطاع حسام نصار إن عبد الحميد أعاد إليه تلك الشكوى، بما يعني أنه فوضه بالتصرف في شأنها بما يراه مناسباً. وقال نصار إنه سيحيل محرري تلك الشكوى إلى التحقيق. وتساءل في بيان صحافي عما إذا كانت هذه الشكوى «تعد مقدمة لخلق طابور خامس يقف ضد حرية الفكر والإبداع، أم أنها بداية التلون السياسي المعهود؟»، ووصف الشكوى بأنها «حادثة مثيرة للغرابة والدهشة»، ملاحظاً أنها واكبت «إرهاصات صعود تيار الإسلام السياسي»، وفقاً لمؤشرات المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي أكدت حصول الإسلاميين على نحو 70 في المئة من أصوات الناخبين. وأعرب نصار عن دهشته من قيام موظفين في وزارة الثقافة بتقديم شكوى ضد وزارتهم على إصداراتها في مجال الإبداع العالمي. وقال إن تلك الشكوى لن ترهبه، ومن ثم «لن يتخلى قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، صاحب التاريخ الحافل في حرية الفكر والإبداع، تحت رئاستي عن دوره التنويري والحداثي». إلى ذلك قال السفير اليوناني في القاهرة كريس لازريس خلال حفلة إعلان أسماء الفائزين بجائزة كفافيس، إنه يشكر العاملين في وزارة الثقافة المصرية لحرصهم على نجاح هذه الحفلة التي تدعم العلاقات المتميزة بين البلدين اللذين يجمعهما تراث ثقافي وإنساني موغل في القدم. وقال نصار خلال الحفلة نفسها بوصفه رئيس لجنة اختيار الفائزين بجائزة كفافيس، إن الشعراء والأدباء يمتزج لديهم الوحي والفكر، ويخرجون لنا تلك الإبداعات التي تخلق واقعاً جديداً، يحرك الجمود ويحرر العقل من آفة التعصب إلى باحة اللقاء والتواصل. وأضاف أن «كفافيس هو التجسيد الحي للقاء الوحي والفكر في الشعر، ولقاء الشرق والغرب في المخيلة والوجدان، وجائزته السنوية تأتي دائماً تجسيداً لهذا المعنى النبيل». وأشار نصار إلى أنه شرف برئاسة اللجنة المصرية للجائزة في دورتها الثانية عشرة، وأنه شرف أيضاً بالعمل مع قامتين أدبيتين في تلك اللجنة هما أمينة رشيد، المترجمة والناقدة الأدبية المصرية، أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة القاهرة، وسحر الموجي، الروائية المصرية أستاذة الأدب الإنكليزي في جامعة القاهرة. ولفت إلى أن اللجنة اختارت ثلاثة مبدعين في كل من الشعر والرواية والترجمة، وحرصت في اختيارها على توافر عناصر عدة في إبداعاتهم، خصوصاً التوجه الإنساني الذي يساهم في دعم التواصل مع الآخر، إضافة إلى إسهام تلك الإبداعات في الثورة المصرية العظيمة. ويذكر أن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة أصدرت أخيراً «الأعمال الشعرية الكاملة» لقسطنطين كفافيس (1863-1933) بترجمة وتقديم الشاعر المصري رفعت سلام. وكفافيس، هو أحد أكبر الشعراء اليونانيين في العصر الحديث، وولد في الإسكندرية وعاش فيها معظم سنوات عمره.