هل بتنا نخاف من خصومنا، أكثر من خوفهم منا...؟ سمعت أحد مشجعي المنتخب العماني يقول: في آخر ثلاث سنوات أصبح كعبنا عالياً على المنتخب السعودي...! هذا صحيح، وما قاله المشجع العماني يقوله غيره من مشجعي منتخبات الخليج، ودول غرب آسيا، ومعظم دول الشرق الآسيوي...! هل سألنا أنفسنا لماذا تراجع منتخبنا إلى هذه الدرجة التي لم يعد بمقدورنا الفوز على منتخب خليجي؟ وإن فزنا ف«بشق الأنفس»...! ذلك أننا ما زلنا نتعامل مع غيرنا من زاوية «التاريخ»، وننظر إلى التأهل إلى كأس العالم، وننظر إلى الفوز ببطولة كأس أمم آسيا، ونحن لا نعير أي اهتمام بالتطور الذي يحدث عند غيرنا...! نعم، نحن نملك تاريخاً لا تملكه كل المنتخبات الآسيوية، ومع ذلك فالتاريخ لم يشفع لمنتخب الأوروغواي الفائز بأول بطولة لكأس العالم عام 1930. إذا أردنا أن نتأهل إلى كأس العالم، وألاّ نغيب عن المونديال في البطولات المقبلة، وأن نعيد كأس آسيا إلى الرياض، فعلينا أن نعترف بأن من كانوا خلفنا لعقود تقدموا علينا بمسافات طويلة...! ذلك يتطلب منا أن نعمل من الآن بغض النظر عن تأهلنا إلى مونديال 2014، على إعادة صياغة برامجنا، وتطوير آلية العمل، والاهتمام بالدوري والتقليل بقدر المستطاع من فترات التوقف المتكررة التي يتعرض لها. إن أكثر ما يؤسف له أن يتناول الإعلام مع كل إخفاق لكرة القدم السعودية، إلى أمور هي بعيدة كل البعد عن الواقع، كما فعلوا مع مكافآت لاعبي المنتخب بعد مباراة تايلاند، بل ووصل بهم الأمر إلى تحميل «بشت الأمير» مسؤولية التعادل مع عمان...! بالله عليكم أي طرح إعلامي هذا؟ وهل لم يعد لدينا ما نتحدث عنه غير «زينا الوطني» الذي يمثل مصدر فخر لنا؟ وقد أعجبني ردّ الأمير نواف عندما قال: وهل ل«البشت» دور في الفوز أو الخسارة...؟ لقد ظلّ الإعلام الرياضي، وسيبقى شريكاً في العمل الرياضي، وإن ظهر في الفترة الأخيرة بوجه مختلف، إذ غاب الرأي الصادق، واختفى التحليل الفني المبني على علم ورؤية فنية، وهذا ما أسهم في تدني مستوى الثقة في الإعلام الرياضي...! إننا لم نفقد الأمل في التأهل إلى الدور النهائي لتصفيات كأس العالم، فالفرص قائمة، والوقت في صالحنا لنلملم أوراقنا، ففوزنا على أستراليا التي خسرت من عمان ليس مستحيلاً حتى وإن واجهناه في سدني ..! [email protected]